كشفت مصادر يمنية مطلعة، عن مساعدة عناصر حزب الإصلاح “ذراع تنظيم الاخوان الارهابي في اليمن”، لمليشيات الحوثي الارهابية “وكلاء ايران”، للوصول إلى محيط الممر المائي الاستراتيجي “باب المندب”.
وذكرت المصادر، بأن التحركات المشبوهة لمليشيات الحوثي في المناطق القريبة من باب المندب مؤخرًا تأتي بمساندة عناصر حزب الاصلاح في تعز، في اطار تخادم الجماعتين المرتبطتين بالحرس الثوري الايراني.
واشارت إلى ان عناصر الاصلاح ساعدت عناصر الحوثي على القيام بتحركات غير مسبوقة في مناطق “الشمايتين والمواسط والمعافر والمقاطرة وجبل حبشي”، وهي مديريات ظلت محصنة لسنوات باعتبارها مسرحا للواء 35 مدرع، الذي اغتال الإخوان قائده العميد عدنان الحمادي أواخر 2019.
واوضحت بأن عناصر الاخوان باغتيالها للعميد الحمدي، قدمت خدمة كبيرة للحوثيين للقيام بتحركات كبيرة نحو باب المندب، الهدف الرئيسي للمخطط الايراني في المنطقة، حيث تم مساعدة الحوثيين في التوغل بمناطق الحجرية بتعز ذات المرتفعات الاستراتيجية المطلة مباشرة على الممر المائي ذات الأهمية للملاحة والتجارة الدولية.
تمدد الحوثي نحو باب المندب
واكدت المصادر، بان مليشيات الحوثي التي تهاجم الملاحة الدولية منذ نوفمبر 2023، خدمة لإيران، بدأت العمل والتمدد في جنوب غربي البلاد، حينما انسحب تنظيم الإخوان من المنطقة في غفلة اعتبرت حينها “خيانة” للقوى المناهضة للانقلاب الحوثي.
وأكدت المصادر أن ما يسمى جهاز الأمن والمخابرات للمليشيات سعى لاستقطاب عديد الأشخاص إلى مناطق الانقلابيين في شرق تعز وصنعاء وصعدة وتسليمهم أموالا وأسلحة وإعادتهم إلى الحجرية، لتنفيذ مهام وأدوار عدة، أخطرها تعبيد الطريق لإسقاط هذه المناطق الاستراتيجية.
وتقع الحجرية على امتداد الريف الجنوبي والجنوب الشرقي لمحافظة تعز، وتطل مرتفعاتها على ميناء المخا ومضيق باب المندب، وتوصف بـ”قلعة الأحزاب اليسارية”، وسكانها متعلمون ومنخرطون بكثافة بمجالات السياسة والاقتصاد، وكانوا في طليعة الانتفاضة المسلحة ضد الحوثي 2015.
رمزية الحجرية
وتكتسب المنطقة رمزية كبيرة كمعقل لرئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، مما جعلها هدفا رئيسيا للحوثيين خصوصا مع عدم وجود رؤية واضحة لتحصين هذه المناطق الاستراتيجية والحساسة، وفق مراقبين.
ووفقًا لصحيفة “العين الاماراتية”، فإن مخطط الحوثي لإسقاط الحجرية، على تواطؤ مضمر بين المليشيات الموالية لإيران والإخوان، إذ عمد التنظيم لتحييد أهم حواضن البلاد الحيوية والقضاء على بؤر الممانعة الاجتماعية والسياسية وتشريد الضباط العسكريين والأمنيين، ما جعل هذه المناطق عرضة لأطماع حوثية لا تنتهي، وفق مراقبين.
وبرزت مؤخرا جهود أمنية مشتركة في الحجرية، توجت بضبط عدة خلايا حوثية في جبل حبشي والشمايتين، والمواسط، وهو ما فتح الأنظار على مخطط واسع النطاق ينفذه الحوثيون للتوغل صوب باب المندب.
وأكد مصدر رفيع في اللواء 35 مدرع بالجيش اليمني، نجاح جهود تفكيك أعضاء خلية للحوثيين بناء على معلومات استخبارية كشفت قيام المتهمين بالانتقال إلى مناطق الحوثي واستلامهم أموالا وسلاحا، فيما تولى البعض منهم بتنفيذ أنشطة فكرية ودعائية تروج لزعيم المليشيات أوساط الحاضنة الشعبية، ضمن أدوار مساعدة لجعل المنطقة قابلة لوجود الفكر الطائفي للانقلابيين.
كما أكدت المصدر أن المضبوطين المتورطين لا صلة لهم أو قرابة بأسرة قائد اللواء 35 مدرع السابق العميد الركن عدنان الحمادي الذي اغتاله الإخوان، كما حاولت حسابات مقربة من الحوثيين تصوير الأمر عبر مواقع التواصل الاجتماعي كجزء من مخططاتها.
وشدد المصدر على أن القوات التي أسسها العميد الحمادي وشكلت نواة للجيش اليمني لا تزال قادرة على كشف أي مخططات حوثية مهما كان تعقيدها، رغم ما واجهته من طعنات داخلية إخوانية.
مخطط حوثي واسع
ولفت المصدر إلى أن هناك مخطط حوثي واسع يتضمن جزء منه تكليف خلايا تستهدف كل القيادات، إذ تظهر أن الحجرية تحوّلت إلى مسرح للعمليات المتبادلة لتصفية الحسابات الداخلية بين الأطراف في معسكر الشرعية.
وسبق أن ضبطت وحدات أمنية وعسكرية شخصيات مرتبطة بالحوثيين وأقرت باللقاء مع قيادات حوثية في صنعاء وصعدة بمبرر التنسيق لإطلاق سراح أسرى في سجون المليشيات من أبناء المنطقة، وسط اتهامات من أبناء الحجرية للاستخبارات العسكرية بعدم ضبط كل المتورطين خصوصا في الألوية الموالية لحزب الإصلاح.
ورقة الأسرى
وكانت مليشيات الحوثي روجت على نطاق واسع في أبريل الماضي، عبر محافظها المعين لتعز أحمد المساوي مزاعم إطلاق عدد من أبناء الحجرية الذين وقعوا في الأسر على الحدود اليمنية، وحاولت استغلال قضيتهم ضمن مخطط لاختراق مجتمعات الحجرية.
واحتفت مليشيات الحوثي بزيارة ما أسمته وفد الحجرية إلى صعدة ولقاء زعيم المليشيات، بزعم أنها مبادرة قبلية لإطلاق عدد من الأسرى، وهي يافطة حوثية سبق استخدامها في مأرب وحتى أبين، واستهدفت استقطاب الوجهاء والأعيان وزعماء القبائل بغطاء ملف الأسرى والمختطفين.
وعطلت مليشيات الحوثي بشكل متعمد ملف الأسرى والمعتقلين، ولجأت لاستخدامه كأوراق لمساومة الأهالي والوجهاء في مناطق نفوذ الحكومة اليمنية، في مسعى لاختراق الحواضن المجتمعية وتفكيكها والترويج بتخلي الشرعية عن أسراها كما فعلت في الحجرية.
وتوسيع الحوثيين مواقعهم على ساحل البحر الأحمر والاقتراب أكثر من مضيق باب المندب هدف استراتيجي لهم، في محاولة الاحتفاظ بأوراق ضغط على القوى الدولية العاملة في المنطقة ضمن مهام لحماية طريق التجارة الدولية.