كشفت السلطات المحلية في محافظة تعز عن إحباط محاولات ومخططات لمليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، لاختراق مديريات ريف المحافظة والتي يُطلق عليها تاريخياً بـ”الحجرية”.
وأصدرت الأحزاب السياسية بالمحافظة بياناً أعلنت فيه دعمها للإجراءات التي قام بها اللواء 35 مدرع وكافة الأجهزة العسكرية والأمنية والسلطات الإدارية في مديريات المواسط والمعافر والشماتين وكافة مديريات المحافظة، فيما يخص متابعة وكشف الخلايا المرتبطة بمليشيا الحوثي الانقلابية الإرهابية.
وتزامن البيان، مع الاجتماع الاستثنائي لقيادات السلطات المحلية بمديريات ريف تعز (المواسط والشمايتين والمعافر والصلو) بحضور وكيل المحافظة لشئون الحجرية / محمد العزيز الصنوي وقيادة اللواء 35 مدرع والقوات الخاصة والسلطات الأمنية والعسكرية.
الاجتماع ناقش محاولات مليشيات الحوثي الإرهابية اختراق مديريات ريف تعز عبر تجنيد عناصر تابعة لها من أبناء هذه المديرية، تم إلقاء القبض على عدد منهم مؤخراً، من قبل قوات اللواء 35 مدرع.
وفي الاجتماع كشف ضابط أمن اللواء العقيد /محمد شمسان في كلمة له عن بعض نتائج التحقيق مع أفراد الخلية التي تم ضبطها مؤخراً، موضحاً بأن هناك مجاميع قامت بزيارة مراكز القيادات الحوثية في صعدة وذمار خلال شهري رجب وشعبان، وقد تم دعوة أكثر من 600 شخص من أبناء مديريات ريف تعز.
وكشف شمسان بأن بعض هذه العناصر استلمت مبالغ مالية وتلقت توجيهات بزعزعة الأمن والاستقرار داخل مديريات ريف تعز والقيام بمظاهرات وتجمعات تحت مزاعم مناصرة فلسطين ليتم فيها ترديد شعار الجماعة المعروف بـ”الصرخة”.
مضيفاً بأن هذه العناصر تلقت وعوداً من قبل قيادات حوثية بأن يتم استدعاؤها وتسليمها السلاح والمال وغيره في حالة القيام بأي تحرك عسكري نحو ريف تعز، بهدف التمهيد لهذا العمل عبر إثارة الفوضى بمناطقهم.
القبض على هذه العناصر أثار جنون جماعة الحوثي الإرهابية، وهو ما عبرت عنه تصريحات للقيادي بالجماعة وعضو مكتبها السياسي المدعو سليم المغلس، والذي تم تعيينه سابقاً من قبل الجماعة محافظاً لتعز.
حيث شن المغلس في تغريدة له على منصة “إكس” هجوماً لاذعاً ضد قيادة اللواء 35 مدرع على خلفية ضبطها لخلايا الحوثي، حيث زعم بأنها تشن “حملة اعتقالات واسعة وغير مبررة لأهالي وأبناء مديرية المواسط”.
القيادي الحوثي المغلس توعد القوات العسكرية والأمنية في ريف تعز بالرد والانتقام على ضبط خلايا جماعته، قائلاً: “وليعلموا أن أهالي المعتقلين لديهم طرقهم للانتقام”.
وسائل إعلام حوثية نقلت عن المغلس تصريحات أخرى حملت تهديد ووعيد انتقام ضد إحباط مخططات مليشيات جماعته، إلا أنه زعم إتاحة “فرصة للوجهاء لمعالجة ذلك والإفراج عن المختطفين”، متوعدا بأن جماعته لديها “طرقها الخاصة” للانتقام على ما جرى.
محاولات مليشيات الحوثي الإرهابية اختراق مديريات ريف تعز يعود إلى فشلها في الأيام الأولى لاندلاع الحرب في مارس 2015م من احتلالها، حيث تصدى الأهالي حينها لحملة عسكرية توجهت من مدينة تعز نحو مدينة التربة.
كما أن هذه المحاولات تأتي بالنظر إلى الموقع الاستراتيجي الذي تمتاز به جغرافية ريف تعز “الحجرية”، بسلسة جبالها التي يتراوح ارتفاعها ما بين 2000 -2500م عن مستوى سطح البحر، ولا تبعد عن مضيق باب المندب الاستراتيجي أكثر من 80 كم جوي.
ما يجعل منها بنظر مليشيات الحوثي، موقعاً عسكرياً مثالياً باستخدامه منصة إطلاق للأسلحة التي يقدمها النظام الإيراني للمليشيا من صواريخ ومُسيرات لاستهداف الملاحة الدولية جنوب البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.