في إطار سلسلة اللقاءات السياسية، شهدت العاصمة المؤقتة عدن لقاء تاريخياً بين القائد عيدروس الزبيدي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، والشيخ عبدالرحمن حجري، قائد الحراك التهامي السلمي.
في بداية اللقاء، نقل الشيخ حجري مشاعر الود والتقدير من أهله وإخوانه في تهامة، مثمناً الأدوار البطولية والوطنية التي قدمها إخوتهم في المقاومة الجنوبية لدعم تهامة. تم التأكيد على أن الدماء الزكية التي سالت جنباً إلى جنب في ميدان الشرف والتضحية والبطولة بين المقاومتين الجنوبية والتهامية في تحرير الشريط الساحلي التهامي من المخا إلى أبواب الحديدة، جسدت أروع معاني الصدق والوفاء والإخاء.
كما أشار الشيخ حجري إلى أن تهامة كانت وما زالت وستظل ممتدة نحو الجنوب، وأن الجنوب كان دائماً سنداً وعوناً للتهاميين. وأكد أن المقاومة الجنوبية كانت دائماً شريكاً نداً في النضال، ولم يكن أبناء الجنوب باحثين عن مصالح، كما هو الحال مع قوى النفوذ في الهضبة الزيدية.
ناقش القادة العديد من القضايا المهمة والمستجدات على الساحة اليمنية، مشيرين إلى أن المقاومة التهامية والجنوبية كانت على وشك تحرير الحديدة والميناء من مليشيا الحوثي الإرهابية لولا اتفاق ستوكهولم المشؤوم، وتهاون المفاوض الحكومي في ذلك الوقت.
تطرق اللقاء إلى تطلعات وآمال أبناء تهامة وقضيتهم التاريخية، والتي هي امتداد لنضال الأجداد ضد الظلم والاستبداد الإمامي. وتم التأكيد على أن تهامة لم تُنصف منذ قيام الجمهورية، واستمر حرمانها وإقصاؤها من حقوقها السياسية والاجتماعية والثقافية. وأوضح الشيخ حجري أن قوى النفوذ استمرت في سياسة الإقصاء والظلم، مما أدى إلى استمرار المعاناة في تهامة.
ناقش الجانبان مستجدات الأوضاع في البحر الأحمر، بما في ذلك عمليات القرصنة التي تقوم بها مليشيا الحوثي واستهداف السفن والملاحة الإقليمية والدولية، وتأثير ذلك على المجتمع التهامي والصيادين وسلاسل الإمداد والطاقة والتجارة العالمية. وأكد الطرفان على ضرورة اتخاذ خطوات عملية لردع هذه الجماعة الإرهابية وأهمية التنسيق المشترك لمواجهة الإرهاب الحوثي والتهجير القسري والتطهير العرقي بحق أبناء تهامة.
كما تناول اللقاء القواسم المشتركة التي تجمع أبناء تهامة بإخوتهم في الجنوب على المستويات الاجتماعية والثقافية، مشددين على أهمية هذه الروابط في تعزيز النسيج المجتمعي الواحد. عبر الشيخ حجري عن ثقته الكبيرة في الدور البارز الذي يمكن أن يقوم به القائد الزبيدي في دعم تهامة وعودة الحقوق لأصحابها، لتحقيق العدالة الغائبة.
في ختام اللقاء، اتفق الطرفان على تشكيل لجان مشتركة لمعالجة أوضاع النازحين من أبناء تهامة، وتعزيز العلاقات والتواصل لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام.
حضر اللقاء أ. زيلع جبلي، أ. محمد المندعي، أ. فهد فرج، أ. عيسى جابر بداء، أ. عدنان حجر، وأ. كفاح فتاح.