كم باتت مرهقة الليالي التي تسامرني، وقيثارة الناي (نديمتي) التعيسة، تنتظر الفرصة التي فيها تقاسمني ابتسامة لم افكر فيها بعد، لأنها لم تأت بعد وربما لن تأتي..
وددت لو يطول السكون والمساء وان كان جبين الجو يتعرق بقوة، وأصوات بكاء الصغار بين الحين والآخر يمزق سكون المدينة البائسة بفعل الحرارة المرتفعة وغياب الكهرباء الا من ضجيج أحد (المولدات) في حوش مسئول حكومي همست زوجته خلسة في ذات (جروب) أخضر, بمواقع التواصل الاجتماعي، بأنه لا يستطيع تحمل عذاب حرارة الجو مثل الآخرين، فثمة بطن تكورت بقوة، تحتاج إلى تبريد على مدار الساعة..
وبما أنه لا يوجد هنا لا شهريار ولا شهرزاد، لأن المدينة المكلومة لم تعد تحوي اي فتيات، فالحمى تكفل بتغيير التكوين الجيني والعذاب أضحى امير الفسيولوجيا الذي جعل الجميع هنا أدم فقط على هيئة (اشباح) منهكة، وقد تلاشت (تاء) التأنيث، و(نون) النسوة مثلما تتلاشى الألوان التي تزيف أزقة المدينة والطرقات بفعل تراجيديا فساد صندوق صيانة الطرق والجسور الذي يجيد فنون التزوير بخدع صور ثلاثية الأبعاد..
وحتى ذات تطبيق الذكاء الاصطناعي امتدت جرائمه العصرية إلى اعداد (عجينة) ينتجها بإعادة تدوير لشخوص فاسدة تنبري منبر مكافحة الفساد..
هنا أضحت الصورة القادمة جلية دونما رتوش، وليزداد عويل الصغار ويتضاعف تكور بطون أصحاب المكانة والزعامة والسيادة ولتزداد ضوضاء محركات مولدات الكهرباء الخاصة باللصوص، ولا ضير أن نموت جميعاً إلا (هم) وأطفالهم و (مززهم)..