قال رئيس الحكومة، الدكتور، أحمد عوض بن مبارك، إن سردية الحرب التي تشهدها البلاد حالياً تغيرت كثيراً.
ابن مبارك خلال حوار مطول مع جريدة الشرق الأوسط، أوضح “أن كثيراً مما كانت الشرعية تقوله وتنبه له أصبح الآن (الغربيون) هم الذين يذكروننا به. وكثير من السرديات التي قامت عليها حتى الحلول الأخيرة سقط”.
ويرى بن مبارك أن الحوثي لا يمكن أن يأتي للسلام إلا من خلال محفزات اقتصادية، وقال: “الحديث أنه ليس هناك تأثير كبير لإيران على الحوثيين. الحديث أن الحوثي لا يمثل إلا إشكالاً داخلياً في اليمن، ولا يشكل خطراً على المستوى الإقليمي، الحديث أن الحوثيين لا يمكن أن يشكلوا خطراً على المصالح الغربية بشكل مباشر، كل هذه القضايا سقطت، الآن أصبح الغرب هو من يذكرنا بهذه القضايا”.
ويشير بن مبارك إلى أن هذا التحور الغربي من المهم أن يقود إلى تحول استراتيجي في طبيعة النظر إلى الحوثيين، ليس فقط (بوصفهم) طرفاً عسكرياً أو اجتماعياً، لكنهم يمثلون تهديداً أيديولوجياً، وطبيعة هذه الأيديولوجيا وتأثيرها ليس على اليمن وحسب، وإنما المنطقة والعالم.
وأضاف: أعتقد أن التطورات التي حصلت ستساعد بشكل كبير جداً على تغيير هذه السردية.
وتابع: “أتفق بأنه لا يكفي بأن تذكر بخطأ السرديات دون أن توجد سردية مقابلة، وهذا ما نقوم به الآن ورغم كل التفاصيل ما زلنا نطرح قضية العمل بالطريقة الدبلوماسية بشكل كبير، لكن يجب كذلك أن يتم دعم الحكومة اليمنية بشكل مباشر، فالقبول بالسماح لقوات خارج الدولة مثل الحوثيين بالسيطرة على الحدود والمياه الإقليمية اليمنية كان أحد الأخطاء الاستراتيجية، وبالتالي البديل هو دعم الحكومة اليمنية بخفر سواحلها، بقواتها، بامتلاك أدوات تمكنها من الدفاع عن المياه الإقليمية”.
ويعتقد بن مبارك أن وجود الحكومة اليمنية على الأرض وزيادة وتمكينها من أدواتها السيادية وممارسة أعمال السيادة على أرضها إحدى القضايا المهمة التي نعمل عليها، لذلك، رفع مستوى التعاون مع الدول الغربية على هذا الأساس بعد تصحيح هذه السرديات يعد من القضايا المهمة، والاستراتيجية أيضاً بالنسبة لنا.