تريد روسيا أن تمسك بكافة الخيوط حيال الأزمة اليمنية، فهي تسعى الى الحفاظ على الحوار مع جميع المشاركين في الصراع اليمني، ففي فبراير قام مبعوث الأمم المتحدة الخاص هروندبرج وسفير المملكة العربية السعودية لدى اليمن ال جابر بزيارة موسكو،لتقديم شرح عن جهودهم في حل أزمة الصراع في البلد الذي انهكته الحرب منذ ثمان سنوات، وكذلك موسكو لديها اتصالات منتظمة مع أنصار الله، احد اللاعبين الرئيسيين في الصراع،
لذا فإن زيارة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي لموسكو ليست مفاجئة ، لكنها طبيعية ومهمة، وتأتي في إطار جهود القيادة الروسية لوضع حدا نهائيا للصراع في اليمن، وإيجاد حلول سياسية لمشكلة الشراكة وشكل الدولة، والاهتمام أكثر بمستقبل الجنوب الحليف السابق والحالي لروسيا.
لنرى ما الذي ستسفر عنها هذه الجهود، اذا ما علمنا ان روسيا والصين بات بينهم تنسيق مشترك لإيجاد حلول لمشاكل المنطقة، والتي بدأتها الصين بإنهاء الخلاف بين السعودية وايران، حيث ساهم الصراع بين الدولتين المذكورتين لتعقيد الاوضاع في أكثر من دولة عربية سواء أكان عبر الحرب المسلحة، كما يحدث وحدث في اليمن وسوريا، أو عبر السياسة والتدخلات الإيرانية كما يحدث في لبنان والعراق.
هناك تغييرات كبيرة في المشهد، وهناك تحالفات كثيرة وجديدة تتشكل، وتحاول اختراق مناطق نفوذ امريكا والغرب في المنطقة بصورة سلسة، تلقى قبولا وارتياحا من قبل دول المنطقة التي يبدو أنها تعمل جيدا على تغيير وتعديل مسارات تحالفاتها الدولية والخارجية حفاظا على مصالحها، وحماية لسيادتها واستقلال قرارها السياسي.
ربما مفاجات كثيرة علينا أن ننتظرها في قادم الايام، مادام وقد دخلت روسيا والصين على خط المشكلات والأزمات في المنطقة، تلك المنطقة التي من صالح الجميع أن يعود لها الاستقرار، لأنها تتحكم بالاقتصاد العالمي وطرق الملاحة الدولية بصورة كبيرة جدا.
ليس لروسيا والصين أطماع استعمارية أو سياسية في المنطقة، ولكن علينا أن ننتظر ما الذي ستسفر عنه الحلول والتحركات المهمة سياسيا ودبلوماسيا، ثم نعيد قراءتها وتحليلها من جديد.