أعلنت الحكومة اليمنية بعدن، الثلاثاء، عن إطلاق خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية “ستارلينك” في اليمن، بعد أشهر من المفاوضات مع الشركة التابعة للملياردير الامريكي إيلون ماسك وفق تقارير أمريكية سابقة.
وجاء الإعلان في اجتماع حكومي برئاسة رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك وبحضور وزير المالية والقائم بأعمال وزير الاتصالات، جرى فيه استعرض الترخيص الموقع بين المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية، مع “ستارلينك” والخدمات التي سيتم تقديمها من خلال المؤسسة، باعتبارها وكيلاً معتمداً لتقديم الخدمة.
وأكد الخبر الرسمي للاجتماع انتهاء كافة الاجراءات المتعلقة بإطلاق خدمات “ستارلينك” في اليمن، وأنه “سيحقق تقديم خدمة الإنترنت الفضائي بأسعار منافسه لكافة الفئات وبسرعات عالية الجودة”.
وبحسب ما نشرته وكالة “سبأ”، اشار الاجتماع إلى أنه “سيتم قريباً إطلاق عملية واسعة لكافة خدمات “ستارلينك” من خلال نقاط بيع المؤسسة الموزعة والمنتشرة في اغلب المحافظات، وسيتم من خلالها تقديم كافة الخدمات من بيع الاجهزة وتفعيلها وتسديد رسوم الاشتراك بأسعار مناسبة وتقديم خدمات أخرى منها الدعم الفني المباشر”.
و”ستارلينك” هي خدمة لتزويد الإنترنت عبر آلاف الأقمار الصناعية الموضوعة في مدار أرضي منخفض، قادرة على توفير وصول عالي السرعة إلى الإنترنت، وبدأ اطلاقها منذ عام 2018م وصل عددها مطلع العام الحالي الى نحو 5 الاف قمر، وتقول الشركة بانها تخطط في نشر نحو 42 الف قمر بحلول 2030م، وسط شكوك بقدرة الشركة على ذلك.
وبحسب موقع الشركة، فان خدمة الانترنت الفضائي “ستارلينك” تقدم سرعات تحميل تتراوح بين 100-200 ميغابايت في الثانية، وعبر باقات شهرية تتميز بحجم تنزيل لا محدود من البيانات، وفي حين تؤكد بأن تغطية اقمارها الصناعية باتت تغطي العالم، الا أن الخدمة تعمل حالياً بشكل رسمي في نحو 40 دولة.
وتعد الحكومة اليمنية الثانية عربياً التي تعلن رسمياً الاتفاق مع الشركة الأمريكية على رخصة تشغيل للخدمة، بعد الأردن التي أعلنت سلطاتها ذلك في نوفمبر من العام الماضي، الا أن الخدمة لم تعمل حتى اللحظة.
وفي حين اشار تصريح لرئيس هيئة تنظيم قطاع الاتصالات الاردنية بسام السرحان، في مايو الماضي، الى أمله بتدشين الخدمة قبل نهاية العام الحالي، الا أن خريطة تواجد الخدمة على الموقع الرسمي لشركة “ستارلينك”، يشير الى تدشينها العام القادم 2025م.
اللافت ان الموقع يشير الى تدشين مرتقب للخدمة خلال الربع الأخير من العام الحالي في كل من سلطنة عُمان وقطر والبحرين وتونس، وفي العام المقبل 2025م في الكويت، في حين ان الخريطة تشير الى تفعيل الخدمة في اليمن “غير معروف”، على الرغم من الإعلان الحكومي بقرب تدشينها.
وخلافاً لما تقوله خريطة الموقع، الا أن الخدمة تعمل في العديد من الدول بشكل غير رسمي، ومن بينها المناطق المحررة في اليمن التي تم ادخال المئات من الأجهزة المخصصة لخدمة “ستارلينك” عبر التهريب في حين منعت جماعة الحوثي المدعومة من إيران استخدام هذه الأجهزة وهددت بملاحقة من يقوم بإدخالها وتشغيلها بمناطق سيطرتها.
وبحسب مختصين فإن وجود ترخيص رسمي لخدمة “ستارلينك” يعني دخول أجهزتها بشكل رسمي وبيعها بالسعر المعلن من الشركة والذي يبدأ من 250 دولاراً أمريكياً في حين ان سعر ما يتم إدخالها عبر التهريب للمناطق المحررة يتراوح حالياً ما بين 1500-1000دولار امريكي.
كما أن تشغيل الخدمة بشكل رسمي يسهل على الاشتراك في باقات الشركة المعلنة في موقعها الرسمي والتي تبدأ من 62 دولاراً شهرياً، في حين يضطر المستخدمون حالياً للخدمة بالمناطق المحررة الى الاشتراك في باقات تجوال دولي تبدأ من 100 دولار شهرياً.
الا أن هذا الأسعار وعلى الرغم من جودة الخدمة التي تقدمها الشركة مقارنة بالخدمة الحالية التي تقدمها شركات الاتصال الخاضعة لسيطرة الحوثي من صنعاء ربما تشكل تحدياً امام المواطن العادي في المناطق المحررة بمقارنة بمستوى الدخل المتدني جراء الظروف الاقتصادية الصعبة.
وهو ما يحتم على المسئولين في مؤسسة الاتصالات في عدن، إيجاد خيارات بديلة لتقديم خدمة الانترنت الفضائي “بأسعار منافسه لكافة الفئات” بحسب ما اعلنه المسئولون في الاجتماع الحكومي، الثلاثاء ، وفي حالة نجاح ذلك سيشكل الأمر ضربة قوية لسيطرة جماعة الحوثي على خدمة الاتصالات بالمناطق المحررة