أجرى حزب (الإصلاح) “ذراع الإخوان المسلمين في اليمن” خلال عام 2023 إعادة هيكلة أذرعه في العديد من المحافظات المحررة وغير المحررة، ودفع بقيادات جديدة إلى الواجهة لإرضاء أتباعه الناقمين على القادة القدامى باعتبارهم من الحرس القديم للتنظيم والمحتفظ بالقرار والمستأثر بالمال.
وقد استعرض موقع (العين الإخبارية) مسيرة حزب (الإصلاح) الإخواني منذ ظهوره حتى يومنا هذا بمناسبة ذكرى تأسيسه الـ (34).
وذكر الموقع أنّ إخوان اليمن سعوا لاحتواء النزيف السياسي الذي تعرضوا له، لا سيّما في المحافظات الجنوبية، وتبديل جلودهم بجلود جديدة مرنة قادرة على التعامل مع المتغيرات وتفعيل النشاط التنظيمي السرّي، تزامناً مع تشييد مكونات تمثيلية للمحافظات تعيدهم إلى المشهد السياسي.
وأضاف أنّه منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بدأت مرحلة جديدة من علاقة الأضداد بين ميليشيات الحوثي وتنظيم الإخوان على وقع حرب غزة، وتوّج الطرفان العداء العلني والتحالف السرّي بسلسلة من اللقاءات العلنية في صنعاء.
وامتدت اللقاءات من صنعاء إلى الخارج، وأجرى أعضاء حزب (الإصلاح) لقاءات لكنّها ظلت محاطة بالسرّية مع ضباط في الحرس الثوري الإيراني على الحدود التركية الإيرانية، استهدفت تبادل وجهات النظر وتنسيق المواقف ضد “العدو المشترك”.
وتوجت هذه اللقاءات بإعادة ميليشيات الحوثي عدة أملاك ومنازل تابعة لقيادات وأعضاء في حزب (الإصلاح) في تموز (يوليو) 2024؛ بهدف “إذابة جليد الخلافات بين حواضن وقيادات (الإصلاح)، وفتح صفحة جديدة من علاقة الأضداد”، وفق مراقبين.
وكانت المحكمة الجزائية المتخصصة في صنعاء، وهي الذراع القضائية المباشرة لزعيم الميليشيات عبد الملك الحوثي، قد قررت إعادة ممتلكات ومنازل أكثر من (100) من قيادات وأعضاء حزب (الإصلاح) بعد أعوام من مصادرتها.
وبرر الحوثيون إعادة أملاك ومنازل قيادات وأعضاء “جمعية الإصلاح الاجتماعي”؛ القوة الناعمة للتنظيم الإخواني، بأنّها جاءت بعد حضور القيادات والأعضاء مرافعات القضاء، بعد أن “كانوا فارين من العدالة”، في إشارة إلى اتفاق ضمني بين حزب (الإصلاح) والميليشيات لفتح صفحة جديدة.
وقد عرف اليمن تنظيم الإخوان في الأربعينيات عند قدوم رجل دين جزائري يُدعى “الفضيل الورتلاني” بتكليف من حسن البنا لزرع أفكاره المسمومة في اليمن، وظلت تتفشى سرّاً حتى 13 أيلول (سبتمبر) 1990 عقب تشكيل حزب (الإصلاح) كرافعة سياسية للتنظيم.
وفي أعقاب ظهوره علناً، تحرك رجال حزب (الإصلاح) في كل اليمن على رأس حملة تكفير من على منابر المساجد ضد الحزب الاشتراكي والكوادر الجنوبية التي وضعت ركائز الوحدة، ممّا عرّض نخبها وقادتها للاغتيالات.
ومنذ انطلاق حملة التكفير الإخوانية عام 1991 اعترف تنظيم (القاعدة) بأنّه نفذ أكثر من (100) عملية اغتيال ناجحة لشخصيات جنوبية، ممّا فجر شرارة حرب 1994 بين شطري اليمن، خدمة لأطماع حزب (الإصلاح) الذي وفر غطاء حماية لأول أجيال الإرهاب، بالتزامن مع عودة ما يُعرف بـ “الأفغان العرب”، ومنهم أعضاء كبار في الحزب.
كما تكفل حزب (الإصلاح) بالغطاء الديني لحرب استباحة الجنوب، بفتوى أصدرها رؤوس مرجعياته، أمثال عبد الوهاب الديلمي، وعبد المجيد الزنداني، كفرت الحزب الاشتراكي رسميّاً واتهمته بـ “الردة والإلحاد”، وتولى جناحه الأمني بقيادة محمد اليدومي “الزعيم الحالي” مسؤولية إدارة وتمويل أوّل أجيال (القاعدة) جنوباً.