كل الرؤى والتوقعات – القديمة والجديدة – كانت تؤكد أن حزب الله سوف يدخل الحرب المباشرة مع إسرائيل، بعد نحو عام من طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، وبدء حرب الكيان الصهيوني على غزة.
بدأ حزب الله مناوشات وحرباً محدودة على إسرائيل، في محاولة لتخفيف الضغط على غزة وإيقاف الحرب هناك، لكن إسرائيل أمعنت في ممارسة القتل ببشاعة في غزة ورفح ومدن فلسطينية أخرى، وأدى غرورها ومخاوفها الكبيرة الداخلية للعمل على توسيع المعركة في المنطقة، وتحديداً في لبنان، اعتقاداً منها بهزيمة الكل وتحقيق أهدافها الشيطانية في المنطقة، لاسيما وهي تركن كثيراً للدعم الأمريكي والغربي الرسمي اللامحدود.
سوف تكتشف إسرائيل مع مرور الأيام أنها كانت تقود نفسها إلى حتفها، كما هو حال فرعون، لأن سنن الله في الكون تؤكد أن هذا الكيان سوف يزول بحرب شاملة مع العرب وقوى المقاومة الإسلامية، وكل شيء مرسوم ومحدد الزمان والمكان.
انطلاق الحرب المفتوحة والمباشرة بين لبنان وإسرائيل، هو المؤشر الحقيقي لتوسع الحرب لتشمل دولاً كثيرة في المنطقة، وربما يؤدي ذلك لتدخل إيران وروسيا والصين، إما بصورة مباشرة أو غير مباشرة. لكنها في الواقع ستكون حرباً أكبر مما تتوقعها إسرائيل وأمريكا، وتقول كل الإلهمات والتوقعات إن إسرائيل ستجد نفسها تحترق وتُمطر بالصواريخ والقذائف من كل حدب وصوب، وسوف يهرب قادتها الصهاينة وسكانها مثل الفئران تحت الأرض وخارج الأرض، وستكتب موتها بيدها، كما فعل كل الفراعنة والجبابرة على مر التاريخ.
اللافت أيضاً أن هزيمة إسرائيل وسقوطها كأكبر كذبة في التاريخ، سوف يؤدي إلى سقوط أمريكا من عرش النظام الدولي، وأفول نجم الغرب وأنظمة عربية موالية لهم في المنطقة، وسوف يصبح انتصار روسيا والصين وحلفائهما في المنطقة والعالم تحصيل حاصل بعد هذه الحرب الخاتمة.
نعيش نحن اليوم في نهاية التاريخ أو آخر الزمان، وهذه الحرب واحدة من علاماته، كما هو “طوفان الأقصى”، وما يحدث في البحر الأحمر وخليج عدن. وبعد النصر الكبير والقريب على إسرائيل – أحد أذرع المسيخ الدجال – علينا أن ننتظر العلامات الأخرى في نهاية الزمان، وأبرزها خروج الإمام المهدي المنتظر، ونزول النبي عيسى، عليه السلام، وبدء مرحلة جديدة من تصفية الشر والباطل في الأرض، وإقامة العدل ونشر الخير والحق والسلام الدائم والأبدي.