في واقعنا الراهن، حيث تترنح رؤوس البؤساء تحت وطأة كوارث الحروب، وتتوالى عليهم هزائم الحياة بصدأ التجهيل والعشوائية التي تفتك بأعمدة التعليم، في زمن كهذا، يُصبح البحث عن بارقة أمل يشبه البحث عن إبرة في كومة قش؛ فقلما نجد أصحاب الضمائر الحية الذين يكافحون الاستبداد، ويُضيئون درب المعرفة. *قائدٌ يُشعل شموع الأمل* ولكن، بين ركام هذا الواقع المُر، يُشرق بصيصٌ من الأمل يحمل اسم قائد فذّ، أحد رواد قواتنا المسلحة الجنوبية، العميد/ عبدالرحمن عسكر الحريري، قائد/ اللواء الاول دعم وإسناد، اللواء الكائن في معسكر بدر، القائد الذي تجسدت فيه توجيهات الرئيس/ عيدروس الزُبيدي بالاهتمام بشريحة غالية على قلوبنا، أبناؤنا الطلاب، هؤلاء الشباب القادمون من مختلف مناطق جنوبنا الحبيب، لنتهال العلم في العاصمة عدن، في تخصصات حيوية كالطب، والهندسة، والعلوم الإدارية، والتربية، وغيرها.
*حوارٌ يُبشّر بالخير*
تحدثتُ مؤخراً مع بعض الزملاء الدارسين في كلية الطب، وتطرق نقاشنا كالعادة إلى الأوضاع المعيشية الصعبة التي يواجهها الطلاب في كليات خور مكسر وكليات الشعب، حينها أُثلج صدري بالخبر الذي زفّوه إليّ عن موقف وأدوار القائد/ الحريري، مواقف لم تكن مجرد مبادرات عابرة، بل خطوة حاسمة في الاتجاه الصحيح، تعيد للثقة والعمل الوطني مكانتهما، لمسة إنسانية بددت كثافة غمام المعاناة المخيم بسؤددة على مسيرة الطلاب العلمية، بمبادرة إنسانية فريدة من نوعها، تمثلت باحتواء القائد/الحريري وتكفله بمجموعة من طلاب جامعة عدن يصل عددهم إلى نحو 400 طالب، الطلاب القادمون من مناطق عديدة كالضالع وأبين ويافع وردفان وشبوة، الذين كانوا يقيمون مؤقتاً في مقر الأمن القومي سابقاً، تم تحويلهم إلى معسكر بدر، ووجه الحريري بتخصص كافة سبل الرعاية والراحة والدعم لهم. شملت هذه الرعاية توفير وجبات الأكل الثلاث، بالإضافة إلى مياه الشرب الباردة والثلج طوال فترة دراستهم. ولم تقتصر الرعاية على الجانب المادي، بل امتدت لتشمل الجانب النفسي والأكاديمي؛ حيث وجّه الجنود بعدم الإزعاج والفوضى، لضمان جو دراسي هادئ ومناسب للطلاب. كما قُدّمت لهم مواساة بقدر الإمكان من مصاريف المواصلات لزملائهم الدارسين في كليات الهندسة والعلوم الإدارية. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ فالكهرباء موصولة باستمرار مع المراوح والمكيفات، وفتحت العيادة الطبية مجاناً للطلاب، مع توفير الأدوية اللازمة للمرضى. وفي حال كانت الحالة تستدعي رعاية متقدمة، يتم تحويلها إلى مستشفى عبود عبر اللواء الأول دعم وإسناد.
*تقديرٌ يسبقه أملٌ بمستقبل مشرق*
إنها خطوة إنسانية عظيمة، تجسد ضميراً وطنياً حياً، وتُعد من أنجح الخطوات في سبيل العلم في واقع يُعجّ بالفوضى ونسيان معاناة الطلاب، إننا نُثمن عالياً هذه الجهود المبذولة من قبل قيادة اللواء الأول دعم وإسناد، والتي جاءت بتوجيهات مباشرة من الرئيس/ عيدروس قاسم الزُبيدي. وفي الختام، نتمنى من القيادة مضاعفة هذه الجهود المباركة باتجاه زملائنا الطلاب الدارسين في العاصمة عدن، وذلك نظراً للظروف المعيشية الصعبة التي تُثقل كاهل أولياء أمورهم، الذين يتحملون أكواماً من الهموم والأعباء. والله ولي التوفيق.