اليوم وبعد العودة من صلاة الفجر ومثل اي يوم كما جرت العادة في رمضان ننام بعد صلاة الفجر إلى الظهيرة لكن اليوم لم استطع النوم بعد أن أخذني التفكير في كثير من الأمور ، فجأة يرن التلفون ،
الرجل : السلام عليكم
انا : وعليكم السلام ورحمة الله
الرجل : رمضان كريم
انا : علينا وعليك بالخير والبركه
الرجل وبعد احساسة باختلاف الصوت : هل هذا تلفون امين صالح
انا : نعم هذا تلفون امين صالح
الرجل : انت ابنه
انا : نعم أنا ابنه
الرجل : اين الاخ امين ؟!
انا :ارد عليه منصدما من سؤاله: الوالد قد مضى عامين على وفاته ، لينصدم الرجل من اجابتي ونكمل الحديث حتى النهاية واغلق الهاتف والالم يعتصر قلبي بعد أن تجدد الحزن لفقدان أبانا من جانب ، ومن جانب آخر أخذنا التفكير بعمق هل يعقل أن يكون هناك شخص بحجم مؤسس الثورة الجنوبية التي هزة عروش الاحتلال وكان له الدور الأبرز في وصول القضية إلى ما وصلت إليه اليوم ، ويأتي من يسأل عنه بعد وفاته بعامين ولا يعرف أنه قد رحل عن هذه الدنيا ؟!
انا هنا لا الوم الرجل لعدم معرفته بخبر وفات المؤسس ، بل أرث الحالة الوطنية الثورية التي وصلت إليها الثورة ، خصوصا اذا كان الأمر يتعلق بمن أمضى جل حياته في العمل على التأسيس لها، وضحى بحياته وكل ما يملك من أجلها حتى وصولها إلى ما هي عليه اليوم ، والذي كان له الدور الأبرز في وضع لبناته الاولى ، لأن الأمر لا يقتصر علينا نحن أولاده في إبراز دورة النضالي الكبير ، بل هو متعلق بكل ثائر حر ارتبط اسمه بالثورة الجنوبية التي قامت على مبادئ العدل والحرية والدفاع عن المظلومين .
لأن قوة الثورة ونجاح أهدافها تقاس بمدى احترامها للتضحيات التي قدمها ويقدمها الثوار والاحرار في جميع المراحل التي مرت بها دفاعا عنها وعن أهدافها حتى يتسنى لها البلوغ للهدف المنشود ،
إذا فما بالنا إذا كان الأمر يتعلق باحترام رمزية أبرز مؤسسيها ، وفاء وتقديرا واحتراما لكل تلك التضحية ، كرسالة بأن الثورة ماضية في الطريق الذي رسم لها ، محترمة كل التضحيات التي قدمت من أجلها بكل وفاء ، لأنها إذا لم تكن وفية من مؤسسيها فلن تكون وفية لأهدافها .