أكدت السلطات الإيرانية، القاء القبض على عناصر حوثية وأخرى لبنانية وسورية وعراقية وعناصر في الحرس الثوري، تخطط لمهاجمة السعودية من اليمن، عقب تنفيذها هجوما على قاعدة أمريكية شمال سوريا الأسبوع الماضي، بهدف عرقلة التقارب السعودي الإيراني.
ونقلت صحيفة “الجريدة” الكويتية عن مصدر مقرب من قائد «فيلق القدس» إسماعيل قآني قوله بأن التحقيقات التي أجرتها إيران بعد القصف الذي استهدف قاعدة أميركية شمال شرق سورية الأسبوع الماضي وأدى إلى هجوم أميركي مضاد أوقع 19 قتيلاً من حلفاء إيران، كشفت عن خلية من ضباط في الحرس الثوري وآخرين ينتمون إلى فصائل يمنية ولبنانية وسورية وعراقية مؤيدة لطهران، خططت لعرقلة وتخريب التقارب السعودي ـ الإيراني، بعد توقيع اتفاق بكين لاستعادة العلاقات بين البلدين.
وذكر المصدر أنه خلال التحقيقات الأولية، أكدت عناصر الخلية التي تم القبض عليها وهم نحو 30 شخصاً إنهم تحركوا من تلقاء أنفسهم بسبب قناعات شخصية بأن التقارب مع السعودية هو قرار خاطئ، إلا أن الاستخبارات التابعة لـ «حزب الله» اللبناني أشارت إلى شكوك في صلة بعض هؤلاء بالاستخبارات الإسرائيلية.
وبحسب المصدر، فإن استخبارات الحرس الثوري طلبت من جماعة الحوثي، اعتقال العناصر المرتبطة بهذه الخلية في اليمن والتحسب من قيام هذه العناصر بعمل ما ضد السعودية أو الإمارات على الأراضي اليمنية.
وذكر أن الاستخبارات الإيرانية واستخبارات الحرس يعملان بنشاط لاكتشاف بقية عناصر الخلية، وأن الأجهزة الأمنية حصلت على تفويض من خامنئي باعتقال كل شخص يشك في معارضته قرار النظام الإیراني المصالحة مع السعودية.
وأضاف أن السلطات تعرفت مصادفة على الخلية بعد الكشف عن سرقة أسلحة تشمل مسيرات وصواريخ من أحد مخازن الأسلحة الإيرانية التي استهدفتها إسرائيل، مبيناً أن الهجوم الأول على القاعدة الأميركية الذي أودى بحياة متعاقد أميركي حصل باستخدام بعض هذه الأسلحة المسروقة.
وكانت صحيفة «الجريدة» كشفت أن إيران بعثت برسالة إلى واشنطن من خلال وسطاء تؤكد فيها أنها لا تقف وراء الهجوم الذي أدى إلى مقتل متعاقد أميركي في قاعدة أميركية شمال شرق سورية، وأن السلطات أمرت بفتح تحقيق لكشف هوية من أمر ونفذ الهجوم، الذي كان من شأنه تصعيد الموقف في المنطقة فيما تتسارع الخطوات بين الرياض وطهران لإصلاح العلاقات بينهما، خصوصاً في ضوء توجيهات من المرشد الأعلى علي خامنئي بضرورة ضبط النفس لمواكبة التهدئة الإقليمية.
وأشار إلى أن الحادث كاد يتسبب بمواجهة ضخمة في سورية، إذ تبين أن الجيش الأميركي كان يعد لهجوم واسع يستهدف القواعد الإيرانية ومواقع حلفاء إيران في سورية، وأن الجانب الإيراني وحلفاء الحكومة السورية كانوا يعدون للتصدي لهذه الهجمات، لكن تم تفادي كل ذلك، بعد نفي إيران وقوفها وراء الهجوم وإبلاغ واشنطن نتائج تحقيقاتها.
وكشف المصدر، عن قيام السطات الإيرانية خلال الأسبوعيين الماضيين، باعتقال جميع الذين شاركوا في الهجوم على السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد خلال 2016 رغم أن بعضهم كان قد تم إطلاق سراحهم منذ بضع سنوات.