أعلنت وزارة الخارجية السعودية السبت أنّ وفدا دبلوماسيا وصل إلى طهران لمناقشة آليات إعادة فتح ممثليات المملكة في الجمهورية الإسلامية، في أول زيارة من نوعها منذ الإعلان المفاجئ عن اتفاق استئناف العلاقات بين البلدين برعاية صينية.
إعلان
وجاءت زيارة الوفد السعودي بعد يومين من لقاء وزيري خارجية أهم قوّتَين إقليميّتَين في الخليج في بكين، وبعد نحو شهر من الإعلان المفاجئ عن اتفاق برعاية صينية لاستئناف العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بين الرياض وطهران منذ سبع سنوات.
وخاضت إيران والسعودية وهما خصمان اقليميان نزاعات إقليمية بالوكالة أبرزها الحرب في اليمن وكذلك في العراق ولبنان.
وعقدت الدولتان عددا من جولات الحوار في بغداد وسلطنة عُمان قبل أن تتوصلا إلى اتفاق في بكين، تم التفاوض حوله مدى خمسة أيام بين أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني ونظيره السعودي مسعد بن محمد العيبان.
وأوردت وكالة الأنباء السعودية (واس) السبت نقلا عن وزارة الخارجية السعودية أنّ الزيارة تأتي “إنفاذًا للاتفاق الثلاثي المشترك لكلٍ من المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية الصين الشعبية”.
وأوضحت أنّ “الفريق الفني السعودي برئاسة ناصر بن عوض آل غنوم التقى برئيس المراسم في وزارة الخارجية الإيرانية السفير هوناردوست، وذلك في مقر وزارة الخارجية بالعاصمة طهران”.
وفيما لم تحدد الوزارة السعودية مدة الزيارة، أشارت إلى أن المسؤول الإيراني “هوناردوست أعرب عن استعداد بلاده وجاهزيتها لتقديم كافة التسهيلات والدعم لتسهيل مهمة الفريق السعودي”.
وكانت طهران والرياض أعلنتا في 10 آذار/مارس التوصل الى الاتفاق بعد قطيعة استمرت سبع سنوات إثر مهاجمة البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران على خلفية إعدام رجل الدين السعودي نمر النمر.
-“تسارع” التطبيع-
وأكدت الرياض وطهران في بيان مشترك عقب لقاء بين وزيري الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود والإيراني حسين أمير عبداللهيان الخميس في بكين “على أهمية متابعة تنفیذ اتفاق بكین وتفعیله، بما یعزز الثقة المتبادلة ویوسع نطاق التعاون، ویسهم في تحقیق الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة”.
وأشارت رابحة سيف علام خبيرة المشرق العربي في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في القاهرة إلى “تسارع” إجراءات التطبيع راهنا بين البلدين.
وقالت لوكالة فرانس برس “لاحظنا ثلاثة اسابيع هادئة بعد الإعلان عن الاتفاق في 10 آذار/مارس قبل أن تتسارع الاجراءات مؤخرا بلقاء وزيري خارجية البلدين ثم زيارة الوفد السعودي لإيران”.
وتوقعت حدوث مزيد من اللقاءات على “الصعيد الاقتصادي والأمني” بين البلدين خلال الأسابيع المقبلة، مشيرة إلى أن تتويج التطبيع “سيكون زيارة الرئيس الايراني للرياض ولقاء كبار قادة البلدين”.
ومن المتوقع أن تكون الخطوة المقبلة في مسار استعادة العلاقات بين البلدين زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي للرياض بعد تلقيه دعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، على ما أكد مسؤولون إيرانيون، وهي دعوة لم تؤكدها السعودية حتى الآن.
وأشادت دول في المنطقة وخارجها باتفاق إيران والسعودية باعتباره خطوة إيجابية نحو الاستقرار قد يمهّد لمزيد من التقارب الدبلوماسي الإقليمي.
ويأمل مراقبون أن يسهم الاتفاق في التهدئة في اليمن، حيث تخوض الدولتان حربا بالوكالة منذ العام 2015. وقد يسري ذلك أيضاً على دول أخرى مثل سوريا ولبنان والعراق، حيث باتت إيران حاضرة أكثر من أي وقت سابق.
وقالت سيف علام “أهم ما يميز التطبيع بين السعودية وإيران أنّ نتائجه ستتجاوز البلدين إلى التهدئة في عموم المنطقة … اليمن وسوريا والعراق”.
والشهر الماضي، أعلنت السعودية عن مباحثات مع سوريا تتعلّق باستئناف الخدمات القنصلية بين البلدين، بعد قطيعة مستمرة منذ سنوات نتيجة إغلاق الرياض سفارتها في دمشق على خلفية موقفها المناهض للنظام.