الدبلوماسية النشطة والتحركات التي قادتها السعودية وسلطنة عمان خلال شهر رمضان المبارك ،بين صنعاء والرياض ومسقط،ليست للبحث عن سلام دائم ومستدام ،بل للبحث عن تهدئة مؤقته فقط،فكل ماتم مناقشته لايلامس جوهر قضايا الخلاف الرئيسية،وفي مقدمة ذلك عودة الدولة الجنوبية المستقلة والحق الجنوبي لإصحابة،كضمانة اساسية للحل المستدام في المنطقة. ليس هناك من سلام قادم على المدى المنظور لا في اليمن ولا في الجنوب ،الحرب سوف تستمر ،والمرحلة الثانيةمن هذه الحرب لن تتأخر كثيراً،المرحلة الأولى كانت مرحلة تدمير وهدم لكل ادوات الدولة واجهزتها وإسقاطها ،واحلال مليشيات مسلحة متعددة الهويات والانتماءات والولاءات وهذه المرحلة استنفذت مهامها بالكامل طيلة السنوات الماضية،منذ انطلاق عاصفة الحزم ،بعد أن تم خلق الظروف الموضوعية والمبررات الكافية والمنطقية والمقنعة للرأي العام لقيام هذه العاصفة،والمرحلة الثانية هي مرحلة التنفيذ ،لرسم خرائط الدويلات ،وهنا يأتي دور المليشيات التي تم تشكيلها ،ومايجري الان في السودان نموذج ،لماسيتم في اليمن ،بل أن النموذج اليمني سيكون أكثر شراسة و فضاعة من النموذج السوداني ،نتيجة لتعدد المليشيات ولتراكم القضايا منذ ستينيات القرن الماضي ،ولتعدد التدخلات الخارجية،بالاضافة لما يمر به العالم من استقطابات جديدة سيكون لها دورها في تشكيل النظام الدولي الجديد وفي بداية أفول القطبية الأحادية وظهور عالم متعدد الاقطاب، ولاهمية الموقع الاستراتيجي للجنوب ،لذلك كنا ومازلنا نطالب قيادة الانتقالي بفصل الملف الجنوبي عن الملف اليمني وفض الشراكة في السلطة مع( شرعية الظم والفيد ) الزائفة والعودة إلى الداخل الجنوبي والى شعب الجنوب وحسم الأوضاع داخلياً وتوحيد الصف الجنوبي من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية تظم كل ألوان الطيف الجنوبي وفرض الأمر الواقع والعودة لحدود الدولتين السابقتين ،منعاً لتمزق الجنوب ،وتجنيب شعب الجنوب كل هذه الويلات والمصائب،لكن استمرار التمسك بهذه الشراكة ،يعني استمرار الانصياع الكامل للمشروع الخارجي التي تقوده السعودية ودول التحالف العربي، والمتمثل في حل الدويلات وتنفيذ هذا الحل يبدأ من الجنوب بكل تأكيد تحياتي لكم وعيد سعيد للجميع.وكل عام وانتم بخير عقيد/ركن م.مقبل ناجي مسعد 20ابريل2023م 29رمضان1444هج