تستقطب مصادر الطاقة المتجددة حصة متزايدة عامًا تلو الآخر في مزيج الكهرباء العالمي، إلا أنها ما تزال بحاجة إلى المزيد من الدعم لكسر هيمنة الوقود الأحفوري.
ويشير سيناريو الحياد الكربوني الخاص بوكالة الطاقة الدولية إلى ضرورة أن تُشكّل الطاقة المتجددة كافّة ما يقرب من 90% من الكهرباء المُولدة عالميًا بحلول عام 2050، على أن تمثّل الرياح والطاقة الشمسية 70% من هذا الإجمالي، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وبنهاية 2022، شكّلت الكهرباء المولدة من الوقود الأحفوري 61%، ليظل مهيمنًا على المزيج العالمي، وفق بيانات حديثة صادرة عن مركز أبحاث الطاقة النظيفة (إمبر).
وظل الفحم والغاز الطبيعي أكبر مصدرين لتوليد الكهرباء حول العالم، كما حافظت الطاقة الكهرومائية على لقب أكبر مصدر للكهرباء النظيفة والثالث بصفة عامة.
حصة الطاقة النظيفة في مزيج الكهرباء العالمي
ارتفعت حصة الطاقة النظيفة -تشمل جميع المصادر المتجددة والطاقة النووية- في مزيج الكهرباء العالمي إلى مستوى قياسي جديد بلغ 39% في العام الماضي (2022)، لكن النمو جاء من الطاقة الشمسية والرياح، مع انخفاض حصة الطاقة النووية والطاقة المائية.
وتراجعت حصة الطاقة الكهرومائية إلى 15.1% في العام الماضي، مقابل 15.2% العام السابق له (2021)، كما انخفضت نسبة الكهرباء المولدة من الطاقة النووية إلى 9.2%، مقارنة بـ9.8% خلال المدّة المقارنة نفسها.
ويستعرض الرسم التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- مزيج توليد الكهرباء في العالم بين عامي 2019 و2021:
في المقابل، ارتفع توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بنسبة 24% على أساس سنوي خلال 2022، ما يجعلها المصدر الأسرع نموًا للكهرباء للعام الـ18 على التوالي، في حين نما توليد طاقة الرياح بنسبة 17%.
وأنتجت الرياح والطاقة الشمسية معًا أكثر من 12% من الكهرباء المولدة عالميًا، للمرة الأولى على الإطلاق، خلال عام 2022، مقارنة مع 10% في عام 2021.
ونتيجة لذلك، ارتفعت حصة طاقة الرياح في مزيج توليد الكهرباء عالميًا إلى 7.6% خلال 2022، مقابل 6.6% العام السابق له (2021).
كما شكّلت الطاقة الشمسية 4.5% من إجمالي الكهرباء المولدة عالميًا بنهاية العام الماضي، مقارنة بـ3.7% خلال عام 2021.
بينما لم تشهد حصة الطاقة الحيوية في مزيج الكهرباء العالمي أيّ تغيير خلال العام الماضي، لتستقر عند 2.4%، في حين بلغت نسبة المصادر المتجددة الأخرى 0.3%، وفق البيانات التي اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.
توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري
ارتفع توليد الكهرباء عبر الفحم بنسبة 1.1% إلى مستوى قياسي جديد عند 10.186 ألف تيراواط/ساعة خلال العام المنصرم، بما يتماشى مع متوسط النمو خلال السنوات الـ10 الماضية.
ورغم ذلك، تراجعت حصة الفحم في توليد الكهرباء عالميًا، مع توفير الطاقة الشمسية والرياح معًا نسبة 80% من مقدار نمو الطلب العالمي على الكهرباء البالغ 694 تيراواط/ساعة خلال العام الماضي.
ويرصد الرسم الآتي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- إجمالي الطلب العالمي على الكهرباء بين عامي 2000 و2022:
وانخفضت حصة الفحم في مزيج الكهرباء العالمي إلى 35.7% خلال العام الماضي، مقابل 36.2% العام السابق له، لكنه ما يزال المصدر الرئيس للتوليد.
كما تراجعت نسبة توليد الكهرباء بالغاز الطبيعي إلى 22.2% بنهاية 2022، مقارنة مع 22.8% العام السابق له.
وإلى جانب زيادة توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة، فإن أزمة الغزو الروسي لأوكرانيا أدّت إلى انخفاض الاعتماد على الغاز، مع ارتفاع أسعاره إلى مستويات قياسية.
وشهد العام الماضي إضافة 31 غيغاواط من سعة توليد الكهرباء العاملة بالغاز، وهو أقل مستوى منذ 18 عامًا، وفق البيانات التي تابعتها وحدة أبحاث الطاقة.
وارتفعت حصة مصادر الوقود الأحفوري الأخرى -النفط غالبًا- إلى 3% في مزيج الكهرباء العالمي، خلال عام 2022، مقابل 2.8% في العام السابق له.
ومنذ عام 2015، بدأت الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الاستحواذ على حصة سوقية من الوقود الأحفوري، إذ ارتفعت حصة المصدرين المتجددين معًا بنسبة 7%، في حين انخفضت حصة الوقود الملوث بنحو 5%.
التعليقات 1