يتواصل التفاعل الإيجابي مع التبدّل الإيجابي للسياسات السعوديّة، وانفتاحها على سياسات تصالحيّة أكثر مع دول مُحيطها، والابتعاد أكثر عن السياسات الأمريكيّة، ووقف حرب اليمن، وأخيرًا المشاهد الإنسانيّة التي تفاعلت معها المنصّات، حيث عمليّات إجلاء نظّمتها الرياض من السودان، وصلت حتى الآن إلى 5000 شخص، وشملت 36 جنسيّة.
وكان لافتاً للمُتفاعلين بأن 65 إيرانيّاً تم إجلاؤهم من السودان على متن سفينة سعوديّة، ووصلوا إلى جدة، في دلالة ورسالة على تحسّن العلاقات السعوديّة- الإيرانيّة، بل وتعمّقها حتى العُمق الإنساني، ووضع الخلافات السياسيّة جانبًا.
وفي مقطع فيديو مُتداول بثّته قناة “الإخباريّة” السعوديّة، قال أحد الرعايا الإيرانيين: “لساني يعجز عن وصف كرم الضيافة، والتسهيلات حوّلت عمليات الإجلاء لرحلة ممتعة”، ويبدو لافتاً للمُعلّقين اهتمام القنوات الإعلاميّة السعوديّة، بإظهار حفاوة الترحيب بالإيرانيين على الأراضي السعوديّة.
وفي مقطع آخر حرصت القنوات السعوديّة على بث مُقابلة مع أحد ركاب سفينة “أمانة” السعوديّة وهو من سورية، حيث قال الشاب وهو في حالة امتنان: “المملكة أهل الخير وأجلت بأمان كل شخص وصل لمكان الإجلاء دون النظر إلى بلده أو عرقه.. السعودية عنوان الإنسانية، وهذه الإشادة السوريّة تأتي في ظل ترقّب استضافة الرياض للرئيس السوري بشار الأسد، وحُضوره المُرتقب للقمّة العربيّة 19 أيّار/ مايو.
وعبارة لافتة جرى تناقلها واسعاً على المنصّات السعوديّة من قبل مواطن سعودي، عاد من السودان قائلاً: “لن تكون يتيماً وحكومتك هي السعودية”.
وفي مشهد لافت آخر ظهر أحد رعايا الدول الواصلين للسعوديّة من السودان، عبر سفينة “أمانة” يُجهش بالبكاء ويحتضن ويقبّل رجال الأمن لحظة نزوله إلى ميناء جدة، وضابط سعودي يرد: “حنا نحب راسك” “هذه بلدك” “الله يحييك” “الحمدلله على السلامة”.
من جهتها شكرت وزارة الخارجية الإيرانية القيادة السعوديّة لتعاونهم معها في إجلاء 65 إيرانياً من السودان إلى جدة.
ونجحت السعوديّة فيما يبدو، في زيادة رصيدها الإيجابي في قلوب الشعوب العربيّة، والإسلاميّة، فيما يأمل نشطاء أن تُواصل هذه السياسات على جميع الأصعدة والملفّات.