بدأت هيمنة الدولار على الاقتصاد العالمي تفقد زخمها منذ بدء الحرب في أوكرانيا والعقوبات الغربية ضد روسيا، حيث ترغب العديد من الدول الناشئة في تجنب التعامل المفرط بالعملة الأميركية، وقد يعود ذلك بالفائدة على اليوان الصيني في مواجهة هذه الهيمنة. وقلق العديد من الدول بشأن هيمنة أميركا على النظام المالي العالمي وقدرته على جعلها سلاحا ضدها، جعلها تختبر بدائل أخرى للحد من هيمنة الدولار؛ ففي الوقت الذي فرضت فيه الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى عقوبات اقتصادية على روسيا ردا على حربها على أوكرانيا، تعاونت موسكو والحكومة الصينية لتقليل الاعتماد على الدولار وإقامة تعاون بين نظاميهما الماليين.
وتواجه الولايات المتحدة حاليا أزمة في ديونها، وفي حال تخلفت عن السداد، فذلك سيهدد مكانة الدولار عالميا كعملة مدفوعات أو عملة احتياطي، مما يجعل الحكومة والشركات مجبرة على دفع فواتيرها الدولية بعملة أخرى. ونشرت صحيفة “لا تريبين” (La Tribune) الفرنسية تقريرا ناقشت فيه إلغاء “دولرة” الاقتصاد العالمي بوصفه صراعا ضد الهيمنة العسكرية والاقتصادية للولايات المتحدة. وحسب التقرير، فإن قضية هيمنة الدولار يُنظر إليها اليوم من منظور المنافسة بين الصين والولايات المتحدة على القيادة العالمية، وقبل كل شيء من خلال الحرب التجارية التي اشتدت منذ وصول دونالد ترامب للرئاسة، واكتسبت القضية زخما أكبر منذ الحرب الروسية على أوكرانيا، مما أدى إلى إحياء ما يشبه حربا باردة جديدة بين البلدان الناشئة والمتقدمة.