من أخطاء “معظم” الجماعات الدينية أنها إذا دخلت عالم السياسة، تتجه إلى خلط السياسة بالدين، وتسقط متطلبات الدنيا بما يحتاجه الناس للآخرة، فينقلون التنافس والصراع على السلطة والحكم من أروقة السياسة إلى ميادين الدين، ومن فُسح الدنيا إلى ضيق الخلافات والاختلافات والصراعات الدينية.
وفي أثناء الحملات الانتخابية، تسارع “معظم” الأحزاب الإسلامية لرفع رايات وشعارات تصور مرشحيها للناس على أنهم فقط على الحق المبين وغيرهم هم الباطل والشر المستطير، حتى يصل بها الأمر لتقسيم الناس إلى فسطاطين لا ثالث لهما، الأول يمثل الحق والنور وآخر يمثل الباطل والظلام، وبالطبع هم يجزمون أنهم الفسطاط الأول بلا منازع. ولذا إن فازوا بالسلطة، قالوا تمكينًا من الله ونصرا مبينا، وإن خسروها قالوا ابتلاء من الله، وامتحان لإيمان المؤمنين، ودعوتهم لإعلاء كلمة الله، والجهر بالحق، ونصرة المظلومين والمستضعفين.
فيسارعون بتلك المعتقدات إلى رفع السيوف؛ للقضاء على الفسطاط المخالف، ولذا فغالبا نجد أن تلك الجماعات تخسر السياسة وتشوه الدين، وتضيع الدنيا وتخسر الآخرة.
ولذا فالصحيح أن نترك ما هو للسياسة لميادين السياسة وما هو للدين للدين، ونتجنب الخلط بينهما، أو توظيف طرف لخدمة الآخر، لما لذلك من ضرر على دنيانا وظلم وتشويها لديننا الحنيف والعظيم.
الغرض من الكتابة هو تصحيح مسار وتصويب خطأ، لما لذلك من تأثير مباشر على حياتنا جميعًا.