الصدارة سكاي: متابعات
أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، في 16 مايو، عن استهداف منظومة الدفاع الجوي باتريوت الأمريكية، في كييف بصاروخ روسي فرط صوتي من طراز “كينجال”.
وتبلغ كلفة وحدة باتريوت الواحدة مليار دولار، بالاضافة إلى كلف التشغيل والاستخدام.
ما هو صاروخ “كينجال”؟
صاروخ “كينجال” وتعني باللغة العربية (الخنجر)، هو نظام صاروخي جوي روسي قتالي، تفوق سرعته سرعة الصوت بعشرة أضعاف، ويصل مدى الصاروخ إلى ألفي كيلومتر، وسرعته 10 ماخ، ويمكن للصاروخ القيام بمناورات خلال كل مرحلة من مراحل تحليقه، كما يمكن تحميله رؤوسا حربية تقليدية أو نووية.
تاريخ مشروع منظومة “كينجال”
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن إنشاء هذا النوع من الأسلحة لأول مرة، في 1 مارس 2018، في رسالته إلى الجمعية الفيدرالية. ثم أعلن عن وجود منظومة صاروخية جوية تفوق سرعتها سرعة الصوت عالية الدقة في روسيا “لا مثيل لها في العالم”.
وفقا لبوتين، تم الانتهاء من اختبارات المنظومة الصاروخية بنجاح، واعتبارا من 1 ديسمبر 2017، بدأت في تنفيذ مهمة قتالية تجريبية في مطارات المنطقة العسكرية الجنوبية.
كما تم عرض مقطع فيديو يُظهر إقلاع طائرة من طراز “ميغ – 31” محملة بصاروخ “كينجال”، متبوعا برسومات كمبيوتر تصور الأهداف الأرضية والسطحية التي يتم ضربها.
وأثار بيان الرئيس الروسي ضجة كبيرة لدى الخبراء العسكريين الروس والأجانب، حيث لم تشر حتى تلك اللحظة أي مصادر رسمية أو غير رسمية إلى وجود صاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت يتم إطلاقه من الجو في روسيا.
وبتاريخ 10 مارس 2018، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تدريب عملي وإطلاق قتالي لصاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت لمنظومة صواريخ “كينجال” عالية الدقة “في منطقة معينة”.
وفي التاسع من مايو عام 2018، شاركت طائرتان من طراز “ميغ – 31 كا” محملة بصواريخ “كينجال” في الاستعراض الجوي لموكب النصر في العاصمة الروسية موسكو.
وفي الثاني من يوليو عام 2018، ذكرت وكالة “تاس”، نقلا عن مصدر في المجمع الصناعي العسكري الروسي، أنه سيتم اختبار صواريخ “كينجال” على قاذفة بعيدة المدى من طراز “تو – 22 إم 3″، والتي يمكن أن تحمل العديد من هذه الصواريخ، وأن نطاق الاشتباك المستهدف سوف يزيد حتى 3000 كيلومتر.
وبتاريخ 19 يوليو 2018، أبلغت وزارة الدفاع الروسية الصحفيين بتفاصيل العملية التجريبية لصواريخ تفوق سرعة الصوت لمجمع “كينجال”.
ووفقا لنائب القائد الأعلى للقوات الجوية الروسية، سيرغي درونوف، منذ توليها المهمة القتالية التجريبية في 1 ديسمبر 2017، أكملت الطائرات الحاملة لصواريخ “كينجال” المقاتلات من طراز “ميغ – 31 كا” أكثر من 350 رحلة جوية، في حين أن 70 منها تم تنفيذها أثناء تزود الطائرات بالوقود في الجو، ومنذ أبريل 2018، دخلت المنظومة الخدمة المقررة في بحر قزوين.
وفي 21 ديسمبر 2021، أفاد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، في اجتماع موسع لمجلس الإدارة العسكرية أنه تم إنشاء فوج جوي منفصل مع مقاتلات “ميغ – 31 كا” مسلحة بصاروخ “كينجال” الفرط صوتي في روسيا.
وفي 19 فبراير 2022، أطلقت القوات الجوية الروسية بنجاح صاروخ “كينجال” كجزء من مناورات قوات الردع الاستراتيجي الروسية.
وفي 19 أبريل 2022، قال شويغو إنه نظرا لأنظمة الاتصالات الجديدة، فقد تم تقليل الوقت اللازم لتحديد الهدف لصواريخ “كاليبر” و”كينجال” بمقدار عشرة أضعاف.
الخصائص التكتيكية والفنية لمنظومة “كينجال”
وفي خطاب الرئيس الروسي أمام الجمعية الفيدرالية في 1 مارس 2018، أعلن عن خصائص موجزة لصاروخ “كينجال”، “تفوق سرعة المنظومة الصاروخية سرعة الصوت بعشرة أضعاف، ويصل مداها إلى أكثر من ألفي كم، وتستطيع الصواريخ إجراء مناورات في جميع مراحل طيرانها في الجو، مما يسمح لها بالتغلب على جميع أنظمة الدفاع الجوي والدفاع الصاروخي، كما أنها قادرة على حمل رؤوس حربية تقليدية ونووية”.
كما تم تقديم تفاصيل إضافية حول الصاروخ الجديد من قبل نائب وزير الدفاع الروسي، يوري بوريسوف، في عدة محادثات مع الصحفيين في ربيع عام 2018.
ووفقا له، تم اختيار مقاتلة “ميغ – 31” كحاملة لهذه الصواريخ، لأنها “الأنسب لتسريع هذا الصاروخ إلى السرعات المطلوبة على الارتفاعات المطلوبة”. كما يسمح الرأس الحربي متعدد الوظائف للمنظومة بضرب الأهداف الثابتة والمتحركة، بما في ذلك سفن العدو.
وفي 30 نوفمبر 2019، أفاد مصدر في المجمع الصناعي العسكري الروسي، أنه في منتصف نوفمبر في القطب الشمالي الروسي، أقلعت طائرة مقاتلة من طراز “ميغ – 31 كا” من مطار أولينيغورسك في مقاطعة مورمانسك، لأول مرة في تجربة إطلاق لصاروخ “كينجال” الفرط صوتي في ساحة تدريب بيمبوي (الواقعة إلى الشمال الشرقي من مدينة فوركوتا).
وأكد مصدر آخر حقيقة الاختبار، مشيرا إلى أن “سرعة الصاروخ وصلت إلى 10 ماخ”. في ذلك الوقت، لم تعلق القوات الجوفضائية الروسية رسميا على المعلومات التي قدمتها المصادر.
تقييمات الخبراء لمنظومة “كينجال”
وفقا للخبراء الروس والأجانب، فإن “كينجال” هو نسخة مطوّرة للصاروخ “9 إم 723” العامل بالوقود الصلب، أحادي المرحلة الموجه من منظومة “إسكندر – إم” التشغيلية والتكتيكية الأرضية، وقد تم تحديثه للإطلاق الجوي.
وفي الوقت نفسه، يشير الخبراء إلى التشابه الخارجي لمنظومة “كينجال” مع المعدات القتالية لمنظومة “إسكندر”، وفي رأيهم، فإن استخدام صاروخ “أرضي” موجود بالفعل، جعل من الممكن تقليل الوقت اللازم لتصميم سلاح جديد.
وأضاف الخبراء، أن إصابة الأهداف على مسافة ألفي كيلومتر، يتم ضمانها من خلال نصف القطر القتالي للطائرة “ميغ – 31” ومدى الصاروخ نفسه.
كما يتم تحقيق السرعة الفائقة الصوت في القسم الأخير من خلال تسريع الطائرة الحاملة إلى أسرع من الصوت، أي أن طائرة “ميغ – 31” تلعب دور “المرحلة الأولى”، بفضل محركاتها ومسار الصاروخ.
ويمكن استخدام منظومة الصواريخ الجوية لتدمير مرافق البنية التحتية المهمة – مراكز القيادة وأنظمة الدفاع الجوي والصاروخي والقواعد الجوية وحاملات الطائرات وأهداف أخرى.
ووفقا للخبراء، تختلف منظومة “كينجال” عن النسخة “البرية” من خلال قسم الذيل المعاد تصميمه والدفة المخفضة.
الاستخدام القتالي لمنظومة صواريخ “كينجال”
تم أول استخدام قتالي للمنظومة في 18 مارس 2022، خلال العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، باستهداف أحد المستودعات تحت الأرضية للصواريخ والذخيرة الجوية للقوات الأوكرانية بالقرب من بلدة ديلياتين في مقاطعة إيفانوفرانكوفسك.
وبحسب وزارة الدفاع الروسية، فقد تم استخدام منظومة “كينجال” من مسافة تزيد عن ألف كيلومتر، وكانت مدة طيران الصاروخ الفرط صوتي أقل من 10 دقائق، بسبب السرعة التي تفوق سرعة الصوت والطاقة الحركية العالية جدا، ودمر الرأس الحربي للصاروخ ترسانة محمية تحت الأرض تقع في منطقة جبلية.
وفي اليوم التالي، استهدف صاروخ “كينجال” قاعدة كبيرة لتخزين الوقود ومواد التشحيم التابعة للقوات الأوكرانية في منطقة بلدة كونستانتينوفكا بمقاطعة ميكولايف، وكان استخدام المنظومة في هذه الحالة بسبب إخفاء الهدف وحصانته، ولوحظ أيضا أن منظومة “كينجال” كانت تستخدم رأسا حربية تقليدية.
وفي 21 مارس، وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسلحة التي تفوق سرعة الصوت التي تستخدمها القوات المسلحة الروسية في أوكرانيا بأنها “ثقيلة”، بينما أكد أن استخدامها مع الرؤوس الحربية التقليدية، من وجهة نظره، لا يوفر أي مزايا خاصة، باستثناء أن مثل هذه الصواريخ يعتبر اعتراضها “مستحيلا عمليا”.
وفي وقت لاحق، قال رئيس قيادة الدفاع الجوي الفضائي المشتركة لأمريكا الشمالية (نوراد) وقائد القيادة الشمالية الأمريكية، الجنرال غلين فان هيرك، في جلسة استماع بمجلس الشيوخ الأمريكي، إن مهمة (نوراد) لمنع التهديدات وتقييم الهجمات هي مهمة بشكل كبير، ومعقدة بسبب امتلاك روسيا للصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت والصواريخ المجنحة، لأن “هذه التهديدات يمكن أن تكون أيضا تهديدات نووية”.
وبتاريخ 21 أغسطس 2022، أعلن شويغو أن صاروخ “كينجال” الفرط صوتي قد استٌخدم ثلاث مرات خلال العملية الخاصة في أوكرانيا.
كما أوضح رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، والنائب الأول لوزير الدفاع الروسي، فاليري غيراسيموف، في 22 ديسمبر من نفس العام، في إحاطة أمام الملحقين العسكريين للدول الأجنبية، أظهرت منظومة “كينجال” كفاءة عالية و”مناعة” ضد أنظمة الدفاع الجوي المنتشرة في أوكرانيا.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية للمرة الرابعة عن استخدام “كينجال” خلال العملية العسكرية الخاصة في 9 مارس 2023، بعد هجوم مجموعة تخريبية أوكرانية على بلدات في مقاطعة بريانسك الروسية، وجهت صواريخ “كينجال” ضربة للبنية التحتية العسكرية الأوكرانية.
وفي التاسع من مايو عام 2023، ادّعت وزارة الدفاع الأمريكية أن أوكرانيا أسقطت صاروخا روسيا من طراز “كينجال” باستخدام نظام الدفاع الجوي الأمريكي “باتريوت” الذي تم نقله إليها.
ومع ذلك، في 11 مايو، قال مصدر رفيع في وزارة الدفاع الروسية، إن كييف تحاول تقديم الأمنيات على أنها حقائق، لأنه من المستحيل اعتراض “كينجال” بواسطة “باتريوت”.
وفي 16 مايو 2023، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن صاروخ “كينجال”، استهدف منظومة “باتريوت” الأمريكية المضادة للصواريخ في كييف.
وجاء في بيان الوزارة: “أصاب صاروخ كينجال فرط الصوتي بضربة عالية الدقة، منظومة باتريوت الصاروخية الأمريكية المضادة للصواريخ في مدينة كييف”.
وخلال ليلة الثلاثاء، وجهت القوات المسلحة الروسية ضربة مركزة بأسلحة بعيدة المدى جوا وبحرا بدقة عالية استهدفت نقاط انتشار القوات المسلحة الأوكرانية، واستهدفت أماكن ومستودعات تخزين الذخيرة والأسلحة ومعدات عسكرية تم تسلمها من دول غربية.
المصدر: RT + تاس