يحرص كثيرون على خفض السعرات الحرارية التي يتناولونها، من أجل بلوغ جسم رشيق وذي لياقة، لكنهم قد يصابون بالإحباط، حين يلاحظون أن أجسامهم لا تستجيب لجهودهم على النحو المطلوب، بينما ينبه خبراء الصحة إلى أن عدة عوامل قد تؤدي لإبطاء عملية حرق السعرات أو التمثيل الغذائي في جسم الإنسان. وتتفاوت حاجة الإنسان إلى السعرات الحرارية، باختلاف جنسه ووزنه وطوله، ولذلك، فإن الشخص الذي يحتاج إلى ألفي سعرة في اليوم مثلا حتى يحافظ على الوزن نفسه، يتوجب عليه أن يحدث عجزا في السعرات، سواء بـ10 أو في المئة أو أكثر من ذلك. وبحسب موقع “هيلث لاين”، فإن هناك ستة أخطاء تؤدي إلى إبطاء عملية التمثيل الغذائي في الجسم، وعندئذ تتراجع القدرة على التخلص من الوزن الزائد. إنقاص السعرات بشكل “مبالغ فيه” يؤدي إلى نتيجة عكسية، فتتراجع قدرة الجسم على الحرق، وتبعا لذلك، فمن الأفضل ألا يجري خفض السعرات اليومية بنسبة كبيرة مثلا قد تصل إلى 50 في المئة، لأن هذا الحد مؤذ للصحة. تجاهل البروتين يؤدي إلى الإضرار بالجسم، وبالتالي، فإن إنقاص السعرات الحرارية، يجب ألا يصرفك عن أخذ ما تحتاجه من عناصر لتغذية جسمك، وفي حال لم تفعل، فإن النتيجة هي إبطاء عملية “الميتابوليزم”. قلة الحركة والجلوس طيلة اليوم من الأمور التي تزيد من بطء عملية التمثيل الغذائي في جسم الإنسان. عدم أخذ قسط كاف من النوم لا يؤثر على راحتك ويقظتك فقط، بل يؤدي لإبطاء عملية التمثيل الغذائي. الإكثار من المشروبات المحلاة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر. عدم ممارسة تمارين المقاومة التي تقوي العضلات، والاقتصار على تمارين تحرق السعرات فقط، في حين يؤكد الخبراء أن الكتلة العضلية في الجسم تزيد من معدل الحرق. فائدة كبرى وأوصت دراسة حديثة، من يريدون إطالة أعمارهم، بأن يخفضوا السعرات الحرارية التي يتناولوها بنسبة 25 في المئة على مدى عامين. وقال العالم الباحث في علم الأوبئة بجامعة كولومبيا الأميركية، دانييل بالسكي، إن الطب يعرف منذ وقت طويل أن خفض السعرات يساعد الفرد على أن يعيش حياة أطول، بصحة أفضل. وإذا كان الباحثون يعرفون أن خفض السعرات يطيل العمر، فإنهم كانوا يحاولون أن يفهموا كيف يحصل الأمر على نحو دقيق. وسعى الباحثون لدراسة الخلايا في جسم الإنسان، من أجل رصد تأثير السعرات الحرارية عن قرب، ومعرفة وتيرة حصول الشيخوخة. ووجدت الدراسة أن خفض السعرات الحرارية يؤدي إلى إبطاء حصول الشيخوخة في جسم الإنسان، فيكون عمره البيولوجي أقل من عمره المستند إلى تاريخ الميلاد. وتقول الدراسة إنها اعتمدت عينة عشوائية، فوجدت أن خفض السعرات الحرارية يؤدي فعلا لإطالة عمر الإنسان. ولم تكتف الدراسة بإسداء نصيحة معروفة، بل حددت مدة عامين بمثابة مدة ضرورية لخفض السعرات، من أجل الاستفادة ووقوع تأثير فعلي على متوسط الحياة.