القرفة وتدعى أيضاً السينامون، أو الدارسين، وهي أحد أنواع التوابل القوية، وتستخرج القرفة من لحاء أشجار شجرة القرفة، وتمتاز برائحتها القوية ونكهتها الغنية، إضافة إلى لونها الذي يماثل لون لحاء الشجرة. تم استخدام القرفة ومشروب القرفة الدافئ منذ آلاف السنين في العديد من المناطق في العالم للعلاج والطب البديل نظراً لقيمتها الغذائية العالية، وخصائصها المضادة للبكتيريا والفطريات، ومحتواها الغني من مضادات الأكسدة. يوجد نوعان أساسيان من القرفة التي تستخدم وهما قرفة سيلان، التي توصف بالقرفة الحقيقية، وقرفة كاسيا وهي ذات نكهة أقل حدة من قرفة سيلان. للحصول على فوائد القرفة، فيمكن استخدام القرفة على شكل لحاء، أو توابل مطحونة، وقد يتم استخراج الزيوت الأساسية منها، أو مستخلصات القرفة وهي المركبات الفعالة التي يتم عزلها من القرفة. تحتوي القرفة على مضادات الأكسدة الضرورية في وقاية الجسم من العديد من الأمراض المزمنة، ويساعد تناول القرفة بانتظام وبمعدل نصف ملعقة صغيرة يومياً في الحصول على العديد من فوائد القرفة منها تنظيم عملية الهضم، ومستوى السكر، ودعم الجهاز المناعي. كما تحتوي القرفة على الألياف الغذائية، والعديد من الفيتامينات بكميات قليلة مثل فيتامين هـ، والنياسين، وفيتامين ب6، والمعادن، مثل المغنيسيوم، والبوتاسيوم، والزنك، والنحاس. وأظهرت الأبحاث أن هذا النوع من “التوابل الفائقة” واللذيذة غني بمضادات الأكسدة ويمكن أن تساعد الجسم على محاربة العدوى والفيروسات وأمراض القلب وحتى السرطان. ولحسن الحظ، فإن القرفة تتوفق على نطاق واسع. وهنا فوائد صحية للقرفة تم إثباتها علميا: 1. تساعد على خفض نسبة السكر في الدم تشتهر القرفة بخصائصها الخافضة للسكر في الدم، حيث يمكن أن تقلل من كمية السكر التي تدخل مجرى الدم بعد الوجبة عن طريق إبطاء انهيار الكربوهيدرات في الجهاز الهضمي، وفقا لبحث نُشر في عام 2020. وتقول دراسة نشرت في عام 2022 إن القرفة لها آثار مفيدة على المصابين بداء السكري من النوع الثاني لأنها قد تحاكي تأثيرات الإنسولين لتحسين امتصاص السكر في الخلايا. ويمكن أن يؤثر ارتفاع نسبة السكر في الدم – ما يعرف بفرط سكر الدم – على المصابين بداء السكري من النوع الأول والسكري من النوع الثاني، وكذلك النساء الحوامل المصابات بسكري الحمل، وفقا لإرشادات هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS). 2. يمكن أن تحمي من أمراض القلب ارتبط استهلاك القرفة بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب، حيث أظهر بحث أن 3/4 ملاعق صغيرة يتم تناولها يوميا كانت قادرة على تقليل مستويات الكوليسترول الضار في الدم. وثبت أيضا أن القرفة تقلل من ضغط الدم عند تناولها باستمرار لمدة 8 أسابيع على الأقل. ويؤدي الكثير من البروتينات الدهنية غير عالية الكثافة أو الكوليسترول “الضار” إلى تراكم الترسبات الدهنية داخل جدران الأوعية الدموية، ما يتسبب في تضييقها بمرور الوقت وزيادة خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، وفقا لمؤسسة British Heart Foundation. وفي الوقت نفسه، يمكن أن يتسبب ارتفاع ضغط الدم في تلف الشرايين المبطنة للقلب والدماغ، ما يعرضك لخطر نفس الحالات المميتة. 3. قد تبطئ مرض الزهايمر تتميز الأمراض التنكسية العصبية مثل الزهايمر وباركنسون بفقدان تدريجي لهيكل أو وظيفة الخلايا العصبية. وأظهرت بعض المركّبات الموجودة في القرفة علامات واعدة على تثبيط تراكم بروتين يسمى تاو في الدماغ، وهو أحد السمات المميزة لمرض الزهايمر، وفقا لدراسة أجريت عام 2017. ومع ذلك، يجب ملاحظة أن هذه الدراسة أجريت على الحيوانات، لذلك يلزم إجراء مزيد من البحث لدراسة تأثير التوابل على البشر المصابين بهذه الحالة. 4. قد يبطئ نمو السرطان تمت دراسة هذا النوع من التوابل للاستخدام المحتمل في الوقاية من السرطان وعلاجه في الغالب من خلال أنبوب الاختبار والدراسات الحيوانية، والتي تشير إلى أن المستخلصات قد تقلل من نمو الخلايا السرطانية وتكوين الأوعية الدموية في الأورام. وأظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن هذا التأثير يبدو ساما للخلايا السرطانية، ما يتسبب في موت الخلايا. ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتقييم الآثار المحتملة المضادة للسرطان للقرفة على البشر. 5. يمكن أن يمنع الالتهابات البكتيرية والفطرية تشير دراسات مختبرية أجريت العام الماضي إلى أن زيت القرفة يمكن أن يساعد في قتل بعض الفطريات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي. ويمكن أيضا منع نمو بعض البكتيريا مثل الليستريا والسالمونيلا، وأظهرت دراسة اختبار إضافية أن التوابل قد تساعد أيضا في منع تسوس الأسنان. وقال أطباء الأسنان إن أمراض اللثة يمكن أن تؤدي إلى مجموعة من الأمراض المميتة التي تؤثر على القلب والدماغ والرئتين. وفي الوقت نفسه، تعد السالمونيلا والليستريا من أنواع البكتيريا التي يمكن أن تسبب التسمم الغذائي، وفي حالات نادرة جدا، يمكن أن تكون قاتلة إذا أصابت الرضع أو كبار السن أو الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة. 6. قد تحمي من بعض الفيروسات تشير بعض الأبحاث إلى أن القرفة قد تساعد في الحماية من بعض الفيروسات، مثل الإنفلونزا وحمى الضنك، وهي عدوى فيروسية تنتقل عن طريق البعوض. لكن هناك حاجة لمزيد من التجارب البشرية لتأكيد هذه الآثار. ويُنصح بعدم تناول الكثير من القرفة، لأنها قد تسبب مشاكل في التنفس أو تسبب تقرحات في الفم.