تكتسب زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي للولايات المتحدة أهمية كبيرة إذ تأتي في وقت تعصف فيه رياح اقتصادية وجيوسياسية عاتية بالعالم.
يبذل البيت الأبيض قصارى جهده للترحيب بمودي الذي يقوم بزيارة دولة، وهي أعلى مستوى من البروتوكول الدبلوماسي الذي تتفق عليه الولايات المتحدة مع القادة الزائرين. سيتم استقبال مودي رسميا في البيت الأبيض يوم الخميس قبل إجراء محادثات مباشرة مع الرئيس جو بايدن.
وتقام مأدبة عشاء رسمية على شرف الضيف الزائر ويعقد لقاء بينه وبين رؤساء كبريات الشركات الأمريكية، ويلقي مودي خطاباً في جلسة مشتركة لمجلسي الشيوخ، وكلمات يوجهها الزائر إلى الأمريكيين من أصول هندية والتي كانت أبرز ما قام به مودي خلال زياراته السابقة إلى الولايات المتحدة. ولكن وراء الاحتفالات المخطط لها بعناية ستجري مناقشات يمكنها ليس فقط أن تضخ طاقة جديدة في العلاقات الهندية الأمريكية ولكن أيضًا سيكون لها تأثير على النظام العالمي. منطقة المحيطين الهندي والهادئ هي المكان الذي من المحتمل أن تحتاج فيه الولايات المتحدة إلى نفوذ الهند أكثر من أي مكان آخر في الوقت الحالي.
لطالما نظرت الولايات المتحدة إلى الهند على أنها قوة موازنة لنفوذ الصين المتنامي في المنطقة، لكن دلهي لم تكن أبدًا مرتاحة تمامًا بأن توصف بذلك.
قد تكون لا تزال مترددة في القيام بذلك، لكن الصين لا تزال واحدة من المحفزات الرئيسية التي تدفع العلاقات الهندية الأمريكية الى الأمام.
لكن الهند لم تتردد في اتخاذ قرارات تثير غضب الصين. وأجرت تدريبات عسكرية مع القوات الأمريكية العام الماضي في ولاية أوتاراخاند التي تشترك مع الصين في مجاورة الهيمالايا. واصلت دلهي أيضاً المشاركة بنشاط في مجموعة الرباعية التي تضم أيضًا الولايات المتحدة وأستراليا واليابان على الرغم من ردود الفعل الغاضبة من جانب بكين.
لقد أصبحت الدبلوماسية الهندية أكثر حزماً في إبراز موقف الهند القائل إن هذه هي لحظة البلد على المسرح العالمي. وهناك سبب وجيه لذلك إذ أن الهند هي واحدة من عدد قليل من النقاط الاقتصادية المضيئة في العالم في الوقت الحالي، والجغرافيا السياسية في صالحها أيضًا.
معظم دول العالم تريد بديلاً صناعيًا للصين، والهند لديها أيضًا سوق ضخمة مع طبقة وسطى متنامية. وهذا يجعلها خيارًا جيدًا للدول والشركات العالمية التي تنتهج سياسة “الصين زائد واحد”.