<h4><strong><img class="alignnone size-full wp-image-39686" src="https://alsadarahsky.com/wp-content/uploads/2023/07/تنزيل-35.jpeg" alt="" width="548" height="318" /></strong></h4> <h4><strong>الصدارة سكاي متابعات </strong></h4> <h4></h4> <h4><strong>"لماذا رددتم كثيراً كلمة " تقبرني" حتى قبركم الجميع ؟"</strong></h4> <h4><strong>الكاتبة العراقية الجميلة الصديقة ( شهد الراوي ) تكتب عن دمشق.. قائلة :</strong></h4> <h4><strong>أنا لا أسأل ..</strong></h4> <h4><strong>أنا فقط أحاول أن أسأل</strong></h4> <h4><strong>هل لازالَ الصيف عندكم ناعماً</strong></h4> <h4><strong>هل لازلتم تذهبون الى الجامعة بكل تلك الخفة العشرينية </strong></h4> <h4><strong>وهل لازالت دمشق تتمطى صباحاً ،تنظف وجهها بصوت فيروز عند الشرفات وتتعطر بقهوتكم السادة </strong></h4> <h4><strong>أيها السادة ..</strong></h4> <h4><strong>كيف أحوال بناتكم ؟ الرشيقات الباهيات الجميلات..</strong></h4> <h4><strong>هل لا زلتم تشترون العطور المعبأة ؟ </strong></h4> <h4><strong>أتعلم أيها العالم أن عطورهم اللا مركزة لازالت عالقة في أنفاسي </strong></h4> <h4><strong>أتعلم أنهم لم يكونوا من مريدي الماركات العالمية ،</strong></h4> <h4><strong>كانوا يلبسون الجينز مع أي قميص ،أي قميص فيصبح أنيقاً مبهراً وثميناً ... </strong></h4> <h4><strong>أتعلم انهم كانوا يمررون الغزل بين شوارعهم على شكل مناديل بيضاء محشوة بالياسمين؟ </strong></h4> <h4><strong>هل لازلتم تتجمعون في المدينة الجامعية </strong></h4> <h4><strong>تزدحمون حول المواهب الجديدة ، تصفقون للشعر وترقصون مع العود ...</strong></h4> <h4><strong>كيف لي أن أشرح لهذا العالم ماذا يعني أنك تتمشى في دمشق ؟ </strong></h4> <h4><strong>أن تكون صداقات لا تضجر فيها أبداً</strong></h4> <h4><strong>أن تطهر نظراتك بحجاباتهم البيض المكوية جيداً</strong></h4> <h4><strong>وأن تتعلم كيف تقدم القهوة مع الفواكه مع الأركيلة في نفس اللحظة بدون أن تشعر انك بحاجة الى زيارة النعيم </strong></h4> <h4><strong>أنا أسأل صحون اللوز المثلجة وبقايا الجزر المغسول جيداً </strong></h4> <h4><strong>كيف يمكن للعادة الأخاذة أن تموت ؟</strong></h4> <h4><strong>أيعلم هذا العالم كيف أسس العشب هناك حضارة أوكسجين كاملة ..؟</strong></h4> <h4><strong>و هل يدري أنكم كُنتُم تجمعون أموالكم الخفيفة التي لا تأتي بسهولة كي تحتفلوا بعيد ميلاد أحدكم...؟!</strong></h4> <h4><strong>هل لازالت احتفالاتكم معلقة بالهواء؟ </strong></h4> <h4><strong>تنظر إليكم باستغراب شديد</strong></h4> <h4><strong>هل لازالت الكافتريات الطلابية تعج بأوراقكم؟</strong></h4> <h4><strong>بمسطرات الهندسة وقصص الحب التي يعلم بيها الجميع ..</strong></h4> <h4><strong>الحب في دمشق لم يكن سراً أبدا ، لم يكن عيباً ولا حراماً</strong></h4> <h4><strong>كان واضحاً ومعلناً كابتسامة سائق سرفيس ... </strong></h4> <h4><strong>أنا لا أسأل </strong></h4> <h4><strong>أنا فقط أحاول أن أسأل </strong></h4> <h4><strong>ماذا عن السابعة صباحاً والثانية عشرة ليلا ؟ </strong></h4> <h4><strong>كيف حال الشعلان والمزة، باب توما وبرزة، جرمانا،جديدة عرطوز والمهاجرين ، السيدة زينب ،الميدان والحميدية ؟ </strong></h4> <h4><strong>كيف حال شوارعكم التي تنطق كلما تمشي عليها جملة</strong></h4> <h4><strong>" على رمشي والله بتمشي" ؟</strong></h4> <h4><strong>لماذا رددتم كثيرا كلمة "تقبرني" حتى قبركم الجميع ؟</strong></h4> <h4><strong>دفن ذاكرة مدينة وصار يعاملكم على إِنَّكُم عابرون ..</strong></h4> <h4><strong>كيف نسى الجميع أن الشام كانت بيتاً آمناً لكل من تهدم داره ..!</strong></h4> <h4><strong>كيف صمت قاسيون أمام وجوهكم التي نادته طويلاً..؟</strong></h4> <h4><strong>افتحوا أبواب بيوتكم أيها السوريون ..</strong></h4> <h4><strong>افتحوها حتى لو كانت صغيرة وقديمة أو خيمة في بلاد بعيدة ..</strong></h4> <h4><strong>علموا العالم كيف تكون النظافة الحقيقية والترتيب العالي والتهذيب الجم ..</strong></h4> <h4><strong>أنا لا أسأل </strong></h4> <h4><strong>أنا فقط أحاول أن أسأل.. </strong></h4> <h4><strong>كيف تعاملت أكياس القضامة الملونة مع حروبكم ؟ </strong></h4> <h4><strong>هل تعودت على مشاهدة المرارة </strong></h4> <h4><strong>أم تعودت أن تقلب ضحكاتكم المنسية ، أحلامكم ، خططكم، وقع اقدامكم السريعة قبل أن تنام </strong></h4> <h4><strong>تبتسم وتغفى في دكانها المهجور...</strong></h4> <h4><strong>تسأل دكة منسية أمام كلية الآداب جامعة دمشق : </strong></h4> <h4><strong>أنتم تربيتي أيها الجيل الجميل </strong></h4> <h4><strong>كيف سمحتم لكل هذا أن يحدث ؟</strong></h4> <h4><strong>ماذنب القضامة تبكي ؟ </strong></h4> <h4><strong>وما ذنب أوراق مكتبة الأنوار تصبح في ظلمة</strong></h4> <h4><strong>"أن لا يقرأها أحد.."؟!</strong></h4> <h4><strong>من العراق الذي احببتموه كثيراً </strong></h4> <h4><strong>نرسل لكم تحية نقول فيها..</strong></h4> <h4><strong>"نحن لا نتذكركم عندما تحدث الأهوال العظيمة ويكتب عنها الجميع.. </strong></h4> <h4><strong>نحن نكتب لكم كل يوم</strong></h4> <h4><strong>حتى في هذا اليوم العادي جداً اخباره العاجلة مألوفة وباردة</strong></h4> <h4><strong>لكنه سيظل يوماً بائساً اخر يضاف الى لائحة الايام التي نشتاقكم فيها كثيراً..</strong></h4> <h4><strong>كل_الحب_والتقدير_لكل سوري</strong></h4> <h4><strong>من العراق وشعبه الشقيق لكم .</strong></h4> <h4><strong>منقول..</strong></h4>