الصيف للسياحة… هذا ما كان يعتقده السوريون في أيام خلت، حيث الأوقات الأجمل للعائلات والأطفال، يقضونها في الرحلات والمتنزهات الممتعة. عندما تعيش في سوريا في مثل هذه الأيام، تختلف المعادلة، إذ أصبحت (السياحة) آخر الهموم التي قد تشغل بالك، ليس فقط لأنها تحولت إلى ما يشبه عملية فرار مستحيلة من تقنين الماء والكهرباء، بل ومعظم مقومات الحياة الأساسية، وإنما أيضا لعجز معظم السوريين عن ممارسة أي شكل من أشكال السياحة الداخلية أو الخارجية.مع موجة الحر الشديدة التي تضرب جميع المحافظات السورية هذه الأيام، تحولت بيوت العاصمة دمشق إلى ما يشبه غرف النوم وفقط، إذ يفضل معظم سكانها افتراش كل مرج أخضر متاح في أحيائها وشوارعها، كل شبر منها بالمعنى الحرفي للكلمة، ولا يهم إن كانت حديقة أم بقعة خضراء تتوسط أحد الشوارع، أو ساحات أو دوار طرقي، المهم هو “الجمعة الحلوة، والحرارة المعتدلة نسبيا، والإنارة” كما يقول بعض من التقتهم وكالة “سبوتنيك”. جولة صغيرة على حدائق أحياء دمشق، من “دوار البيطرة”، إلى “المزة”، إلى ساحة “الميسات” وغيرها، سترى القليل القليل من عشب الحدائق، إذ باتت بقيته مزروعة بالزائرين. الحدائق وجهة مثالية