أوضحت الأبحاث الطبية الحديثة أن الإنسان يشعر بالنعاس في منتصف النهار خلال فترة الطقس الحار، وهذه مسألة طبيعية وآلية وقائية للجسم. و أن الشعور بالنعاس في الطقس الحار مسألة معروفة منذ القدم حيث يوجد في بعض الدول وقت مخصص للراحة بعد الظهر، كالقيلولة في إسبانيا والأرجنتين. ويمكن أن يكون النوم نهارا في الطقس الحار من وجهة نظر طبية مفيدا، لأن عملية التمثيل الغذائي تتباطأ أثناء النوم، ما يجلب الراحة للجسم. لكن لا ينصح بالنوم فترة طويلة لكيلا تحصل مشكلات في النوم ليلا. وتقول: “إن آلية الدفاع الطبيعية للجسم في الحر هي إبطاء عمليات التمثيل الغذائي وإنتاج الحرارة، ويصاحب هذا تباطؤ في تدفق الدم ومعدل ضربات القلب، ونتيجة لذلك، يرغب الشخص في النوم. كما أن الجفاف واختلال توازن المحلول الملحي يسهمان في الشعور بالنعاس”. ووفقا لها، يجب للحفاظ على النشاط في الطقس الحار ارتداء ملابس ملائمة ويفضل أن تكون مصنوعة من أنسجة طبيعية (كالقطن والكتان)، وأن تكون فضفاضة وذات أكمام طويلة، ووضع قبعة على الرأس ونظارات شمسية. وتقول: “يجب تقليل حجم التدريبات الرياضية أو نقلها إلى الصباح الباكر أو المساء. وتجنب أشعة الشمس المباشرة، والبقاء في الظل قدر الإمكان. ومحاولة التواجد في مكان مغلق خلال أشد ساعات اليوم حرارة”. ووفقا لها، يجب في الصيف الإكثار من شرب السوائل، وهي تنصح بشرب كمية ولو قليلة من الماء حتى عند عدم الشعور بالعطش، ولكن لا ينصح بشرب المياه الغازية والمحلاة المحتوية على الكافيين، بل فقط المياه النقية أو المعدنية. وتقول: “تعوض المياه المعدنية أيضا نقص الإلكتروليتات، ما يؤدي إلى تطبيع توازن المحلول الملحي. ويمكن تناول عصائر الفواكه والخضروات الطازجة وخاصة عصائر الخضروات”. وتشير الطبيبة، إلى أن النعاس الخفيف أثناء النهار ليس مرضا، بل مسألة طبيعية، وفي حالة اتباع التوصيات المذكورة أعلاه لن يكون له أي تأثير سلبي في الحالة الصحية والقدرة على العمل. وتقول: “ولكن إذا كان الشعور بالضعف واضحا، ولا يتناسب مع العمل الذي يقوم به الشخص ويستمر طوال اليوم، وليس في الحر فقط، ولا يقل حتى في الأيام الباردة أو بعد الراحة، حينها يجب استشارة الطبيب. لأن مثل هذه الأعراض قد تشير إلى مرض الغدة الدرقية، أو الغدد الكظرية، وقد يكون أحد مظاهر فقر الدم، والاكتئاب، ومشكلات في الكلى والأعضاء الداخلية الأخرى”.