رداً على تساؤل الاعلامي الجنوبي المعروف فتحي بن لزرق في حسابه بالفيسبوك يوم امس:
(برأيكم لماذا تخلت اغلب الناس عن مطلب الانفصال؟!)
نقول:
اخي فتحي، الجنوب كان دولة مستقلة ذات سيادة،ولم يكن جزءاً من الجمهورية العربية اليمنية حتى يطالب بالانفصال،وشعب الجنوب خرج في ثورته للمطالبة بإستعادة دولته المستقلة ولم ولن يتخلى عن هذا المطلب،لإنه يدرك ويعي تماماً ان لا طريق اخر لاستعادة كيانه وحقوقه و ممتلكاته المنهوبة التي تم السطو عليها من قبل( عصابة7/7) ،إلا هذا الطريق دون سواه،رغم كل المعاناة ورغم تلك الخطط والسياسات التي مارستها وتمارسها سلطات الاحتلال بكل اجهزتها ودولتها العميقة،التي لازالت هي المسيطرة
على الكل في عدن وفي كل أنحاء الجنوب،وكل ماتم ابرازهم تحت مسمى( نخب ) سياسية وعسكرية وامنية وإعلامية وإدارية من الجنوبيين وتبؤهم لكل لتلك المناصب التي يشغلونها اليوم كان بتشجيع ورضاء وقبول من قبل تلك الاجهزة و هو نتاج لتلك السيطرة وتلك القبضة الحديدية،ومتى مااردوا يتم التخلص بسهولة ويسر من أي شخصية لم تلتزم بمااسند لها من دور أو خالفت ماهو متفق عليه ،وكل من يشغل المواقع القيادية السياسية والعسكرية والأمنية وقيادة المرافق الايرادية في السلطة في عدن وفي المحافظات الجنوبية الأخرى يعرفوا كل تلك الحقائق،ويعوا تماماً أن الحبل على الغارب قد ترك لهم لممارسة كل انواع اللصوصية على المال العام والخاص بشكل مقصود وممنهج،واظهار هذه النماذج من الفوضى والتسيب،في المرافق العامة و المرافق الإدارية ونشر الفوضى والرشوة والفساد بكل أشكاله وصوره والمحسوبية و التشجيع على القتل والسطو على الممتلكات ،وغيرها من اشكال التسيب والاهمال وكل ماهو غير مألوف في عدن وفي الجنوب بشكل عام ،كان ممنهج ومقصود واضهار أن هذا هو النموذج القادم للدولة الجنوبية المنتظرة ،حتى يكفر عامة الناس في الجنوب بما فيهم اولئك الذين خاضوا النضال في الساحات وقدموا تضحيات جسام و منهم من قدم اجزاء من أجسادهم وشهداء من اقربائهم،بتلك الدولة القادمة،ويندموا على كل ما قاموا به،ويترحموا على الماضي ،رغم مساوئه الكبيرة والغير مقبولة تحت اي ظرف ،وهذا ماكنا نشير إليه بإستمرار وفي أكثر من مناسبة،بإن حرب الخدمات وقطع المرتبات وانهيار سعر العملة وسياسة الافقار والتجويع التي يتم تطبيقها ضد أبناء الجنوب ،لم تكن عفوية ابداً ،بل كانت ممنهجة مثلما كان اختيار مثل تلك القيادات الفوضوية أو الصامته على مثل هذه الأعمال المشينة في عدن بشكل خاص وفي الجنوب بشكل عام كان ممنهجاً ايضاً،والهدف من كل ذلك هو ضرب الحاضنة الشعبية للثورة الجنوبية ،بإعتبارها اهم مراكز القوة للثورة الجنوبية ،وعمقها الأساسي التي يصعب القضاء عليها بسهولة.
وهذا ماتم التخطيط له من قبل الدولة العميقة وادواتها في الجنوب وواجهاتها السياسية المغلفة بغلاف الحزبية،بهدف احتواء الثورة الجنوبية واجهاضها والقضاء عليها ،ورغم كل تلك الخطط والاساليب اللاإخلاقية واللاإنسانية التي اتبعتها تلك الاجهزة ومن يقف خلفها،الا ان النتيجة ليست الاسراباً واوهاماً واصبح البعض منهم يعتقد ان شعب الجنوب قد تخلى عن مشروعه الوطني وفي مقدمة ذلك استعادة الدولة الجنوبية المستقلة،وهذا لم ولن يحدث ومجرد اضغاث احلام ليس الا،رغم استمرار هذه الحرب
وهذه الفوضى وهذا العقاب الجماعي لشعب الجنوب وبطريقة اكثر عنجهية ووحشية وبكل صورها واشكالها،ولن تنتهي إلا بإنتهاء هذا الاحتلال ،واستعادة الدولة الجنوبية المستقلة،فهي طوق نجاة لأبناء الجنوب وللأجيال القادمة .