اكتشف علماء صينيون وأوروبيون أن تناول النشا المقاوم يخفض مستوى الدهون في دم المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي.
وتشير مجلة Cell Metabolism، إلى أن العلماء استخدموا بنجاح النشا المقاوم لتحسين الميكروبيوم لدى الأشخاص المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي ولكبح بعض أعراضه. ويقول البروفيسور لي هواتينج، من جامعة شنغهاي: “أظهرت تجربتنا أن النشا المقاوم هو علاج فعال وآمن ورخيص لمرض الكبد الدهني غير الكحولي. بالإضافة إلى ذلك، فإن إضافة هذا النوع من النشا إلى النظام الغذائي أسهل بكثير من فقدان الوزن أو الخضوع لعملية جراحية لإزالة الأنسجة الدهنية”. وتجدر الإشارة إلى أن إنزيمات البنكرياس لا يمكنها شطر النشا المقاوم، ما يجعله مادة مغذية للبكتيريا المعوية. ويوجد هذا النوع من النشا في بعض الحبوب والخضروات. ويعتبر الباحثون النشا المقاوم بروبيوتيك وعلاجا محتملاً لتقليل خطر الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري والسمنة. وقد أجرى الباحثون تجربة شارك فيها 200 شخص مصاب بمرض الكبد الدهني غير الكحولي قسموا إلى مجموعتين، طلب من أفراد المجموعة الأولى تناول كمية محددة من النشا المقاوم يوميا لمدة أربعة أشهرز أما أفراد المجموعة الثانية فكانوا يتناولون النشا الاعتيادي المذاب في الماء. وبعد انتهاء التجربة درس الباحثون حالة كبد أفراد المجموعتين وحللوا عينات من دمهم وميكروبيوم الأمعاء. وقد أظهرت النتائج أن النشا المقاوم خفض مستوى الدهون الثلاثية في دم المرضى بنسبة 5.9 بالمئة، ما أدى إلى انخفاض مستواه بنسبة 24 بالمئة مقارنة بأفراد المجموعة الثانية. كما انخفض معدل تطور الالتهاب في كبد المتطوعين، وعاد الكبد إلى إنتاج الإنزيمات وهرمون FGF21. ووفقا للباحثين، يرجع التأثير المفيد للنشا المقاوم بشكل رئيسي إلى أن الكربوهيدرات تقلل من عدد ميكروبات Bacteroides stercoris في الأمعاء. ويعتقد أن هذه البكتيريا تسبب اضطراب دورة الدهون في جسم الإنسان وتساهم في تراكمها في مجرى الدم والكبد. وقد حقق العلماء نتائج مماثلة في التجارب على الفئران. وكتب الباحثون أن الانتهاء بنجاح من هذه التجارب يشير إلى أنه يمكن استخدام النشا المقاوم كوسيلة للوقاية وعلاج مرض الكبد الدهني غير الكحولي، بالإضافة إلى الأساليب الغذائية والدوائية الحالية.