اسبوعا ً كاملا ً مُنذ أعلنت نقابة الهيئة التدريسية في جامعات عدن وشبوة ولحج وأبين من توصيد أبوابها استنكاراً لما يحصل من تنغيص واستصغارا في حقها بالكرامة والعيش ، كان ذلك الإعلان مطلع الأسبوع الماضي بريدا ً صادق للحكومة ومجلس الدولة الرئاسي بالتدخل سريعا ً قبل بدء صافرة الحكم الذي يطلقها ناصر لكوع في حرم كلية الطب والعلوم الصحية مُنذرة بفاصل اعلاني طويل -لكنّ- ذلك البريد أخطأ مساره ورتطم بشمسان ليعود محملا ً بالوجع والإهانة ، صرخة ً عظيمة ناتجة عن تراكمات قضايا الأكادميين في جامعات الجنوب بالذات وبلسان واحدة “هناك ساعة حرجة يبلغ الباطل فيها ذروة قوته ويبلغ الحق فيها أقصى محنته , والثبات في هذه الساعة الشديدة هو نقطة التحول ” لكنه يبدو صوت الجامعات اللتو بوكوب آلة الفساد المتعمد من الدولة على صدرها و بلون الاضراب الجماعي كطالب متلهف في استقبال عامه الجامعي الشريد بجواز سفر دبلوماسي يحمله العليمي ورفاقه بعد أن تهاطلت خيباتهم على قوم ٍ صالحين . فيما أعضاء الهيئة التدريسية للجامعات الأربع ينصبون خيامهم على حرم وساحات الكليات العلمية والأدبية باستثناء الرؤوس الكبيرة من تلك الجامعات فقد سبق لها التّشرّب من قصبة البلاد ؛ تتحول آمال جيلا ً كاملا ً إلى ركام ، جيل الأرض ومعيارها ، وشريانها ، هنا تحت كمان الرؤوس المتصارعة على مداخل ومخارج الدولة ، ينظرون برغبة سفاح إلى جيلنا المشوة من القدم وحتى الرأس وهو يتشكل مروارا ً بالضربات المتوالية ، التي تُوقفه في محطاته الدراسية والجامعية ، الأوبئة ، الظروف المعيشية ، وبمتلازمة حديثة الصُنع تراها الأجيال القاضية ” الاضراب الشامل للجامعات الحكومية ” جيلا ً سيبقى لغزا ً أكثر تعقيدا من حيث الإرهاصات التي لطالما شاهدها في مرحلة نموه ، ماذا تبقى من هذه البلاد إذا حُرمت الأجيال من تعليمها وتدريسها ؟ بهكذا تغاضي غير معقول عن حقوق كوادر الجامعات الحكومية ، استهدافا ً قانونياً للتعليم على طريقة محمد ، بتجاهل الحكومة والجهات العليا عن كل المشاكل التي تعرقل السلام الداخلي ، الغذائي ، الدراسي ، الأمني … بل وحتى السلام النفسي ! وخزة وموعظة ياحبذا أن يلقيها زاهد الاسلام بن سلمان على رؤيته وتتطلعاته الجديدة في بناء ورُقي الأوطان ، رُقية روحية بالكاد أن تكون بخصم قطعة أرض من الحدود المجاورة أو باخرة ماء من خليج عدن لكن لاباس ! المهم أن نُحافظ على أملاً فقير في بلادنا ، وإن كلف ذلك هوائنا ، عن ماذا يبحثون بجوارك عن السلام ؟ تفصّح ساعة فزع من أجل شعب حامل ٌ بالهموم ، وأسمعهم تعويذتك التي تُنشر كالربيع على (جده -الرياض- الطائف -مكة- وباقي المدن السعودية ) ، ذلكم السلام في أرضكم ومؤسساتكم وبحركم وثرواتكم ، في تعليم أبناءكم واحترام كوادركم وتقديس علماءكم وتوفير الخبز لشعوبكم . يزعم الأخوة المناظلين في الرياض ودبي وعمان والقاهرة بأن السلام يأتي مُحملا ً على اليمنية أو شركة نيو رافهة ، على مجلس حريري بمواصفات اليوم ، هؤلاء مدمنين ظُهور و تنقل و سياحة وحج وعمرة على حساب الشعب لا متنقلين من أجل الهوية أو السلام ، قُفلت مدارسنا وجامعاتنا ولا يعني لهم ذلك ، انهارت عملتنا ، وتحلل ماءنا ، ونهبت ثرواتنا … وسال دمنا بالآخير ، وما عرفنا غايتهم بالحقيقة عن ماذا يبحثون عن هذه الحياة الافتراضية بسعر القش ، أهذه حياة يبحث عنها الأحرار ؟ كلا ولا حتى الموت !!!