كانت الساعة الثانية بعد منتصف الليل والعاصفة تضرب بقوة في شرق ليبيا عندما سمع ليبيون صراخاً، والكثير منهم قفزوا من أسرّتهم ليكتشفوا ما حصل.
نجاح فتح الله، ناجية من الفيضانات من درنة، تروي قصة مؤلمة عاشتها خلال الفيضان، المرأة الليبية فقدت أكثر من نصف عائلتها خلال الإعصار.
تقول نجاح والدموع تعتلي وجنتيها: “بدأ منسوب المياه في الارتفاع، وبدأ الجميع بالصلاة، كانت هذه مأساة لا يمكن لأحد أن يستوعبها، لم نكن نرتدي ملابس مناسبة، وكنا نبكي بينما لو كانت نهاية العالم”.
وتتابع: “لقد كانت خسارة كبيرة، مات نصف أفراد عائلتي في الفيضان، أنا فقط وبعض النساء ونجا شقيق لي، ومات الباقون جميعاً، بما في ذلك أختي وأطفالها، لقد فقدنا منزلنا وانهارت جميع المباني”.
وقدرت حكومة الوحدة الوطنية الليبية، العدد الإجمالي للمباني المتضررة من السيول والفيضانات في مدينة درنة بنحو 1500 من إجمالي 6142 مبنى، وفقاً لوكالة الأنباء الليبية الرسمية.
وأوضح الفريق المكلف من الحكومة الليبية بحصر الأضرار بالمدينة، في إحصائية أولية، أن عدد المباني المدمرة بالكامل بلغ 891 مبنى وبشكل جزئي 211 ونحو 398 مبنى غمرها الوحل، كما تقدر المساحة الإجمالية للمنطقة التي غمرتها السيول والفيضانات في درنة بستة كيلومترات مربعة.
وقبل أيام، نشرت شركة “بلانيت لابس” (planet labs) الأمريكية صور أقمار اصطناعية ترصد حجم الدمار الذي حلّ بمدينة درنة شرقي ليبيا بعد إعصار دانيال، الذي تسبب في قتل 11 ألفاً و300 شخص، وتجاوز عدد المفقودين في المدينة 10 آلاف.