عندما نفكر في أفضل الطرق لتقليل التوتر، قد نميل لأنشطة مثل الرياضة أو التأمل.
ولكن، على الرغم من أن هذه المساعي تنجح بالتأكيد مع بعض الأشخاص، إلا أنها ليست الأساليب الوحيدة التي يمكنك استخدامها لتقليل التوتر.
وأظهر الباحثون أن التلوين يعد وسيلة سهلة لتقليل القلق والإرهاق، خاصة عندما يقترن بممارسات اليقظة الذهنية – وهي ممارسة متعمدة تتمثل في إيلاء اهتمام وثيق لما يحدث في اللحظة الحالية، دون إصدار أحكام بشأن أي أفكار أو عواطف أو انحرافات تحدث.
ويستخدم بعض الأشخاص تقنيات التأمل أثناء اليقظة الذهنية لمساعدتهم على التركيز.
ويمكن أن تعمل عملية التلوين أيضا بطريقة مماثلة من خلال مساعدة الأشخاص على التركيز على الحاضر. لذا، أجرى الباحثون سلسلة من الدراسات لمعرفة ما إذا كان التلوين يمكن أن يحسن صحة الناس.
وجرى التحقق من تأثير التلوين المقترن باليقظة الذهنية على صحة طلاب الجامعة، مع تقسيم 72 مشاركا إلى مجموعتين: تلقت إحدى المجموعات صفحة ينبغي تلوينها مع إخبارها بكيفية ممارسة اليقظة الذهنية أثناء التلوين.
وتضمنت التعليمات إرشادات حول كيفية ارخاء أجسادهم، وتركيز انتباههم على المهمة والإحساس بالتلوين، وماذا يفعلون إذا وجدوا أن عقولهم شاردة.
وأبلغت المجموعة التي تلقت تعليمات اليقظة الذهنية عن شعورها بقدر أقل من القلق وزيادة التركيز بعد التلوين. ومع ذلك، لم يحب بعض الأشخاص الحصول على تعليمات أثناء التلوين، ما قلل من فوائد التلوين الذهني.
كما درس الباحثون التلوين الواعي مقابل نوع معين من ممارسة التأمل يسمى تأمل المحبة واللطف. عادة ما يتم استخدامه أثناء التأمل فقط، وهذا يساعد على تنمية الخير من خلال التركيز على إرسال التمنيات أو الأفكار الطيبة لنفسك وللآخرين، وقد ثبت أنه يحسن الرفاهية ويقلل التوتر.
وأظهرت النتائج أن التلوين والتأمل بلطف ساعد الناس على أن يكونوا أكثر وعيا وأقل قلقا.
وتظهر الأبحاث أن التلوين يمكن أن يكون وسيلة رائعة للاسترخاء والشعور بالتحسن – خاصة عندما يقترن باليقظة الذهنية. وقد يكون هذا بسبب أن اليقظة الذهنية تذكر الناس بالبقاء حاضرين في اللحظة الحالية والتغلب على المشاعر والأفكار التي تسبب لهم التوتر.
وإذا لم يكن التلوين هو الشيء المفضل لديك، فقد أظهرت الأبحاث أنه يمكن استخدام اليقظة الذهنية إلى جانب مجموعة من الأنشطة الأخرى.
على سبيل المثال، يمكن أن يساعد الرسم الأشخاص على إدارة قلقهم، كما هو الحال مع الحياكة. حتى القيام بالأعمال المنزلية البسيطة مثل غسل الأطباق يمكن أن يكون فعالا. ويمكن أن يساعد المشي أيضا في تقليل التوتر.
التقرير من إعداد مايكل مانتزيوس، أستاذ علم النفس التطبيقي والتجريبي، وكييرياكي جيانو، محاضر في علم النفس التطبيقي، في جامعة مدينة برمنغهام.