أصدر حزب المؤتمر الشعبي العام / جناح صنعاءن بقيادة الشيخ صادق بن أمين أبوراس، بيانًا ناريًا بمناسبة العيد الوطني 61 لثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة، ألمح فيه إلى عزم زعيم المليشيا الكهنوتية عبدالملك الحوثي إعلان ما وصفها بالتغييرات الجذرية.
وقال الحزب في البيان إن “أي تحول أو تغيير يجب أن يرتبط وينطلق ويستمد مشروعه وقيمه ومبادئه من الأهداف الستة لثورة 26 سبتمبر وقيمها ومُثُلها الوطنية التي كانت وستظل شعاع النور والتنوير الذي يجب أن نهتدي به في كل مراحل التحولات التي تمر بها اليمن واليمنيون “.
وكان الكهنوت الحوثي أعلن قبل أيام عزمه على اتخاذ ما وصفها بـ”تغييرات جذرية” من المفترض الإعلان عنها تزامنا مع الفعاليات السياسية للجماعة تحت مسمى المولد النبوي.
وأكدت العديد من المصادر المطلعة أن “التغيير الجذري” يستهدف حزب المؤتمر بصنعاء بدرجة أولى، علاوة على كونه توجه جاد من المليشيات الكهنوتية نحو إلغاء النظام الجمهوري ومكتسبات الثورة الخالدة 26 سبتمبر.
وتنذر قرارات الحوثي المرتقبة، بعواقب وخيمة، ضمن مسلسل إقصاء شرائح المجتمع اليمني، والهيمنة الكاملة على المناصب الرفيعة وغيرها.
وأكد الحوثي، في خطاب متلفز، في ذكرى انقلاب مليشياته على الدولة، على تغيير جذري في كل مؤسسات الدولة، بمزاعم وذرائع تحسينها لخدمة الشعب، حسب زعمه.
وزعم الحوثي أن التغييرات الجذرية في مؤسسات الدولة، سوف تؤسس لمرحلة جديدة، لتحسين دورها في خدمة الشعب، في إشارة منه إلى أن هناك تعيينات قادمة في كل مؤسسات الدولة، وأن التعيينات مخصصة لقيادات حوثية تنتمي لسلالته الكهنوتية.
واعتبر مراقبون التوجه الحوثي تهديدا لكل موظفي الدولة، المنتمين للأحزاب السياسية وغيرهم من بقية شرائح المجتمع، على رأسهم شركاء المليشيات من حزب المؤتمر في صنعاء، وأن الجماعة السلالية هي من ستتولى المناصب في كافة المرافق الحكومية، وهو تهديد قد أعقب تهديدات سابقة في كل خطاباته، في مسعى منه لتبرئة جماعته من الفشل الذريع في سلطاتهم.
وتقول مصادر في صنعاء، إن المليشيات الحوثية تحاول امتصاص السخط الشعبي، بهذه الخطوة، في الوقت الذي تشهد مناطق سيطرتها غليانًا غير مسبوق بسبب الوضع المتردي.
وتشير المصادر إلى أن الخطوة الحوثية، تستهدف بشكل رئيس، حلفاءه في حزب المؤتمر الشعبي العام، ردًا على تبنيه خطابًا يطالب بصرف مرتبات الموظفين.
وقال بيان المؤتمر: ” يحتفل الشعب اليمني بالعيد الوطني الواحد والستين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م والتي مثلت محطة تحول جذري في تاريخ شعبنا اليمني بالنظر الى نجاحها في إنهاء الحكم الإمامي وحالة التخلف والجمود والعزلة التي فُرضت على الشعب اليمني وحرمته من أبسط حقوقه التي كفلتها كل الشرائع السماوية وفي مقدمتها الدين الإسلامي الحنيف وهي الحرية والمساواة” .
وأكد بيان الحزب “ان هذه الثورة ستظل هي الثورة الأم التي مهدت لحدوث تحولات وطنية جذرية كان أبرزها انطلاق ثورة الرابع عشر من اكتوبر بعدها بعام تقريباً ضد المحتل البريطاني في جنوب الوطن لتتجسد حقيقة اليمن الواحدة أرضاً وإنساناً، بالإضافة الى كل المنجزات والمكتسبات بدءاً من حصول اليمني على حقوقه الأساسية مروراً ببناء الدولة اليمنية وفقاً للمفاهيم والنظم المعمول بها عالمياً، وارتباطها بالعالم شعوباً ودولاً وهيئات ومنظمات وكل ما يترتب على ذلك من تطور وتقدم وازدهار، وانتهاءً بتحقق المنجز التاريخي الأبرز وهو اعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م”.
وتابع: “لذلك يمكن التأكيد على أن أي حركة تغيير او تحول شهدتها أو ستشهدها اليمن لم يكن لها أن تتحقق أو تنجح لو لم تقم ثورة 26 سبتمبر 1962م “.
وقال البيان “إن مرور ستة عقود من عمر الثورة اليمنية 26 سبتمبر يجب أن يكون كافياً لليمنيين ليعيدوا أساليب تفكيرهم ونظرتهم لتاريخ بلدهم وشعبهم بعيداً عن التعصب والتخندق الذي يحاول فرض أجندة وأفكار معينة سواءً أكان ذلك بنسف كل المنجزات والمكتسبات التي تحققت خلال العقود الستة للثورة أو بالرفض المطلق لنقد هذه المرحلة وما شهدته”.وأضاف “ان مثل هذه المواقف هي السبب الأول الذي يمثل حجر عثرة أمام القدرة على صنع التحولات الناجحة التي تتطلب قراءة وتقييم وتمحيص المراحل التاريخية بكل إيجابياتها وسلبياتها ومن ثم البناء على ماهو إيجابي وتصحيح ومعالجة السلبيات برؤية تضع مصالح الوطن العليا وثوابته فوق أي اعتبارات او مصالح ضيقة “.
وقال “إن المؤتمر الشعبي العام .. سيظل يكرر مواقفه في التمسك والدفاع عن الثوابت الوطنية المتمثلة بالثورة اليمنية وأهدافها، والنظام الجمهوري، والوحدة الوطنية، والنظام الديمقراطي الذي يكفل للشعب اختيار حكامه وحق التعبير عن آرائه وقناعاته وتوجهاته وفقاً لنظام دستوري وقانوني يكفل المواطنة المتساوية، وتحقيق العدالة الاجتماعية، ورفض النزعات المتطرفة مذهبية كانت أو مناطقية أو قروية او انفصالية أو اتخذت أي شكل من الأشكال، وضرورة ترسيخ مفهوم الشراكة الوطنية التي تضمن تحقيق القاعدة السياسية التي تقول ان اليمن مِلْك لأبنائه ويتسع لهم جميعاً دون استثناء “.
وجدد البيان موقف الحزب “الداعي الى السلام العادل والشامل الذي يضمن للشعب اليمني كامل حقوقه ويحفظ له وحدته وسيادته واستقلالية قراره الوطني، ويرى أن الجهود الإقليمية والدولية التي تُبذل في هذا الجانب وآخرها النتائج التي تمخضت عن زيارة الوفد الوطني برفقة الوسيط العماني الى الرياض هي أمور ايجابية يجب البناء عليها وإتاحة الفرصة لاستكمال النقاشات والتفاهمات والمفاوضات بشأنها وبما يضمن تحقيق إنجاز ملموس على أرض الواقع”.
واعتبر البيان تلك النتائج “بداية للذهاب نحو مرحلة جديدة من العمل على تحقيق السلام الذي يجب ان ينطلق من إيقاف الحرب ورفع الحصار بشكل نهائي وخروج القوات الأجنبية من كل شبر في الجمهورية اليمنية، وإخراج اليمن من الفصل السابع ورفع العقوبات الاممية المفروضة على مواطنين يمنيين، وصولاً الى إجراء حوار يمني يمني تشارك فيه كل القوى اليمنية بعيداً عن اية تدخلات خارجية من أي جهة كانت، وصولاً الى صنع مصالحة يمنية تتجاوز الماضي وتصنع رؤية موحدة لمستقبل اليمن الذي يشارك في بنائه اليمنيون جميعهم بدون استثناء “.
وكانت مصادر سياسية كشفت عن توجهات حوثية، لحل مجلس النواب، الخاضع للمليشيات الحوثية في صنعاء، ضمن ما يسمى بـ”التغييرات الجذرية” التي أعلن عنها زعيم المتمردين.
وقالت المصادر إن المليشيات الحوثية تستعد لحل مجلس النواب الخاضع لها، حيث تعتبر أغلبية أعضائه “خونة احتياط” كما تصفهم بعض وسائل إعلام المليشيات.