تاريخ تنظيم الإخوان في اليمن ملطخ بالدم وبالتخادم والتعاون مع التنظيمات المتطرفة الإرهابية كالمليشيات الحوثية التي عاثت في البلاد فسادا ودمارا سواء بالدعم أو تزييف الحقائق.
فمليشيات الحوثي رغم اختلاف منهجها عن الإخوان، إلا أن بنيتها الهرمية شيدت بشكل مماثل للإخوان، فيما فرخ التنظيم من عباءاته القاعدة وداعش اللذين استلهما فكر الإخوان التكفيري للمجتمع ولحكامه، بحسب خبراء ومحللين سياسيين.
كما أن مليشيات الحوثي لم تتجرأ على قتل اليمنيين أو الانحدار من كهوف صعدة وجبالها نحو اختطاف العاصمة اليمنية والانقلاب على الدولة، إلا بعد أن هيأ الإخوان لهم الساحات ومنحوهم صك المظلومية، رغم سفكهم لدماء الأبرياء، وفقا للمصادر ذاتها.
جرائم الإخوان
ويشكل بقاء تنظيم الإخوان ممسكا بزمام الأمور في بعض مهام السلطة والحكم في اليمن، دافعا لمزيد من تزييف الحقائق واستغلال الإعلام في الإساءة لكل من كان له يد خير على اليمن والإقليم، وحارب الإرهاب الذي صنعه هذا التنظيم في اليمن والمنطقة.
ووفقا للكاتب السياسي، ورئيس مؤسسة اليوم الثامن في اليمن، صالح أبوعوذل، فإنه من الأخطاء الاستراتيجية الفظيعة “القبول بأن يكون الإخوان موجودين في السلطة، ويتولون مناصب قيادية في الجيش والأمن”.
وقال أبوعوذل لـ”العين الإخبارية”، إن “تاريخ الأزمة اليمنية منذ عام 2011 يكشف أن الإخوان هم من جلبوا الحوثيين، وليس غيرهم، بعد أن كان الحوثيون محاصرين في جبال صعدة، لكن مع فوضى ربيع الإخوان، أسقط الحوثيون حرف سفيان وتوغلوا صوب عمران، قبل أن يظهروا في مؤتمر الحوار اليمني يزعمون أنهم تعرضوا للظلم”.
مزاعم المظلومية الحوثية هذه لم تكن لتظهر لولا تسهيلات الإخوان وقبولهم بالحوثي، تحت مبرر أنه فصيل يمني، رغم أن الحوثيين قتلوا وشردوا ربع مليون يمني، بينهم أكثر من 100 ألف قائد وضابط وجندي، قُتلوا في مواجهات مع عناصر التمرد في جبال صعدة خلال 2004- 2009، بحسب أبوعوذل.
ويضيف: “الإخوان في اليمن لديهم مشكلة مع (السلفيين)، الذين كانوا أول من حمل السلاح في مواجهة الحوثيين، ففي تعز، أزاحوا كتائب السلفية واغتالوا عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع، قبل أن يسيطروا على قيادة اللواء أمام مرأى ومسمع
ويضيف: “الإخوان في اليمن لديهم مشكلة مع (السلفيين)، الذين كانوا أول من حمل السلاح في مواجهة الحوثيين، ففي تعز، أزاحوا كتائب السلفية واغتالوا عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع، قبل أن يسيطروا على قيادة اللواء أمام مرأى ومسمع الجميع”.
أما في مأرب فيشير أبوعوذل إلى أن “الإخوان اغتالوا قائد قوات اليمن السعيد (درع الوطن حاليا) العميد عبدالرزاق البقماء، بدعوى محاولات فرضه كقائد قوات لا يأتمر بإمرة تنظيم الإخوان في مأرب”.
الإخوان يعادون من يحارب الإرهاب
من جهته، يؤكد مدير الدائرة الإعلامية بالحزام الأمني المقدم رشدي العمري، أن “تنظيم الإخوان يسعى إلى توظيف كافة القدرات، بما فيها الإعلامية، بهدف مهاجمة كل من يحارب الإرهاب، سواء في اليمن أو في المنطقة العربية برمتها”.
وقال العمري لـ”العين الإخبارية”، إن “دولة الإمارات هي الدولة الوحيدة التي عملت على محاربة تنظيم الإخوان في الكثير من المناطق العربية، ونجحت في ذلك، وقضت عليهم في كثير من دول عالمنا العربي؛ ونتيجة لهذا الدور فهي تتعرض لهجمات إعلامية متكررة وممنهجة من قبل الإخوان وأذرعهم الإرهابية؛ بسبب مواقف دولة الإمارات الصلبة في مواجهة التطرف”.
وأكد أن “دولة الإمارات لعبت دورا كبيرا في دعم القوات المسلحة بالمحافظات الجنوبية من اليمن، وبالذات الحزام الأمني؛ بهدف مكافحة الإرهاب، وتمكنت في وقت قياسي من القضاء على العناصر الإرهابية، والتنظيمات المتطرفة التي حاولت السيطرة على عدن أو المحافظات الأخرى، كنتيجة لنجاح الإمارات على تدريب وتأهيل هذه القوات لمواجهة إرهاب الإخوان والتنظيمات الموالية لهم”.
وأشار إلى “ردة فعل الإخوان والجماعات التابعة لها، بالتخادم مع مليشيات الحوثي ضد الإمارات وجنودها وقياداتها الذين امتزجت دماؤهم مع دماء اليمنيين؛ كونها كانت صادقة في محاربة الجماعات الإرهابية، والقضاء على البؤر التي وجدت فيها جماعة الإخوان وأذرعها، وهذا ما دفع هذه الجماعات إلى استهداف الإمارات عبر فبركات وتهريج إعلامي وعمل غير أخلاقي يعبر عمن يقف خلفه”.الجميع”.