للجنوب ارث اعلامي مجيد يعود إلى القرن الماضي، وما كان يمتلكه هذا الإعلام من مهنية واقتدار ومساحة من الحرية، وكوادر مبدعة وعمل مؤسسي، بل وكان الجنوب من أوائل الدول في محيطه الإقليمي في امتلاك التلفزيون والاذاعة والعمل الصحفي والمطبعي.
تدمير الإعلام الجنوبي:
استهدفت حرب ١٩٩٤م ونتائجها الكارثية القضاء على مؤسسات الدولة الجنوبية ومنها الإعلام بشقيه الحكومي والأهلي… سواء كان للحرب على كوادر الإعلام أم لجهة تدمير ونهب قاعدته المادية والتقنية والوثائقية.
ظهور الإعلام الجنوبي الثوري:
لذلك ظهر الإعلام الجنوبي في هذه المرحلة كإعلام ثوري مقاوم، وحقق العديد من النجاحات في كشف ممارسات الاحتلال وسياسته ضد الجنوب رغم عدم وجود الامكانات الكافية لصنع اعلام قوي يستطيع حمل رسالة الشعب الجنوبي الى العالم.
وحاول الجنوبيون في الخارج وفي الداخل الدفاع عن قضية الجنوب والتعريف بها من خلال مختلف الوسائل المتاحة وفي ظل ظروف بالغة التعقيد والصعوبة…وتعرض العديد منهم للقتل أو السجن أو المضايقات.
لعبت قناة عدن لايف عند انطلاقها في 2009م، كأول قناة فضائية جنوبية تنطلق من الخارج لعبت دورا اعلاميا بارزا وعلامة فارقة …لكن صعوبات وتعقيدات كثيرة حالت دون استمرارها.
الإعلام الجنوبي بعد تأسيس المجلس الانتقالي:
بعد تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اولى المجلس جهودا كبيرة للصعيدين الاعلامي والدبلوماسي، حيث تمكن الجنوبيون للوصول والتحدث الى مجلس الامن التابع للأمم المتحدة، والاتحاد الاوربي ومجلس حقوق الانسان ومسؤولين وسفراء ومراكز صنع ودعم القرارات حول الوضع السياسي والانساني والاقتصادي في الجنوب.
هذه الجهود الدبلوماسية والاعلامية مهدت الطريق لادراج القضية الجنوبية في اجندة المحادثات السياسية للأمم المتحدة مع تمثيل حقيقي للجنوب. تم استقطاب وتأهيل كوادر اعلامية في دورات محترفة في الداخل والخارج وتدشين الاعلام الرسمي بافتتاح اذاعة هنا عدن في 9 فبراير 2019 وقناة عدن المستقلة في 13 مايو 2019 من العاصمة عدن ليدخل الاعلام الجنوبي مرحلة جديدة من تطوره.
في مقال قادم بإذن الله سنحاول تسليط الضوء على واقع هيئات ووسائل الإعلام الجنوبي في مرحلة ما بعد تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي.