عبرت روسيا عن رفضها لما وصفتها بالتصرفات غير المقبولة ضد الحوثيين، وذلك عقب تقديم المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غرونبدرغ، إحاطته التي أعلن فيها تعثر خارطة الطريق للسلام بين الأطراف اليمنية.
وقال نائب مندوب روسيا لدى مجلس الأمن دميتري بوليانسكي في اجتماع للمجلس أمس الإثنين، إن “الضربات الأمريكية والبريطانية على الأراضي اليمنية غير مقبولة”، مشددا على أنها تضر بالتسوية اليمنية الداخلية.
وقال إننا “نلاحظ الدور المدمر للتحالف الذي نصب نفسه بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا حاكماً بأمره، والذي يواصل شن هجمات أسبوعية على الأراضي اليمنية”.
وأضاف: “نجدد التأكيد على أن الهجمات الصاروخية والقنابل التي يشنها التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة على أراضي اليمن ذي السيادة هي غير مقبولة بشكل قاطع، وكذلك محاولات تبرير العدوان بقرار مجلس الأمن 2722 أو بالإشارة إلى حق الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة”.
وأكد بوليانسكي أن مثل هذه التصرفات تضر بالتسوية اليمنية الداخلية وتقوض جهود الوسطاء الدوليين والإقليميين، مشيرا إلى أنه بسبب مثل هذه التصرفات التسوية اليمنية توقفت مؤقتا.
وسبق وأن أعلنت روسيا رفضها للضربات الأمريكية التي انطلقت فجر 12 يناير الماضي، بمشاركة بريطانية بهدف معلن “إضعاف قدرات الحوثيين العسكرية”، وذلك ردا على هجمات الجماعة الحوثية التابعة لإيران في البحر الأحمر.
وكان غروندبرغ، ابدى خلال إحاطته في جلسة لمجلس الأمن بشأن اليمن ، مخاوفه من التصعيد المتزايد في البلاد، محذرا من عواقب وخيمة على اليمن والمنطقة، معربا عن قلقه بشأن خطر التصعيد الإقليمي، داعيا جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.
وقال إن” اللحظة خطيرة بشكل خاص في الشرق الأوسط، وإن الحاجة إلى وقف التصعيد الإقليمي باتت ضرورة ملحة”.
وأضاف “عوضًا عن تقليص الخلافات وبناء الثقة، أخشى أننا نشهد تصعيداً متزايداً من قبل الأطراف”، مشيرا إلى الخطوات التصعيدية الاقتصادية التي تتخذها الأطراف كإجراءات أحادية الجانب والتي تهدد بتفاقم تقسيم النظام الاقتصادي، في إشارة لطبع الحوثيين عملة معدنية جديدة.
واعتبر أن التحديات التي يواجهها الاقتصاد اليمني تتطلب استجابة استراتيجية ومنسقة تتماشى مع تسوية النزاع على المدى الطويل.
وقال المبعوث الأممي إنه “عسكريا.. وعلى الرغم أن الوضع ما زال مستقرًا نسبيًا مقارنة بما كان عليه قبل أبريل/نيسان 2022، إلا أننا شهدنا مؤخرًا تصعيدًا للأعمال العدائية على عدة جبهات”.
وكشف غروندبرغ عن أن الأطراف اليمنية اتخذت في ديسمبر/كانون الأول الماضي خطوة هامة عندما أعربوا له عن استعدادهم لتفعيل مجموعة من الالتزامات ضمن خارطة الطريق التي ترعاها الأمم المتحدة، إلا أنه أضاف “للأسف، تعثر الزخم نحو التوصل إلى اتفاق بسبب الأحداث الإقليمية، والتي أدت إلى تعقيد مساحة الوساطة بشكل كبير.”
واعتبر أنه في ظل غياب وقف إطلاق النار في غزة وعدم وقف الهجمات بشكل كامل في البحر الأحمر وخليج عدن، يظل خطر التصعيد قائماً، مشيرا إلى أن التطورات الأخيرة المتعلقة بإيران وإسرائيل تؤكد على الحاجة الملحة لمعالجة هذه المسألة.”
وقال إنه يتعيّن على المنطقة، وبدعم المجتمع الدولي، أن تسعى إلى إيجاد سبل للتعايش تعتمد على بناء الثقة بشكل تدريجي، والأمن المشترك والابتعاد عن عقلية المحصلة الصفرية المتمثلة في تحقيق النصر على حساب الآخرين.
وأضاف “أعتقد بقوة أنه يتوجب علينا ضمان ألا يتم ربط حل الصراع في اليمن بتسوية القضايا الأخرى.. يجب ألا نجازف بفرصة اليمن في تحقيق السلام وتحويلها إلى خسائر ثانوية.”
وحذر المبعوث الأممي من إهمال “العملية السياسية في اليمن ومواصلة السير على مسار التصعيد، فقد تكون العواقب وخيمة، ليس على اليمن فحسب، بل وعلى المنطقة بأكملها”.
وقال إن “الانخراط مع الأطراف والعمل على خارطة الطريق وعناصرها يمكن أن يفتح آفاقًا للحوار.”
ودعا كافة الأطراف إلى الامتناع عن اتخاذ إجراءات تصعيدية أحادية الجانب والانخراط في حوار بنّاء بحسن نية تحت رعاية الأمم المتحدة لإيجاد حلول مشتركة من خلال التعاون وتحويل النزاعات إلى فرص لاتخاذ مسار نحو الازدهار المشترك.