الصدارة سكاي: تقرير/ محمد مرشد عقابي أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر بانكين، إطلاق عملية “نزع الدولرة”، مؤكدا أنه عاجلاً أم آجلاً فإن الهيمنة التي تتمتع بها هذه العملة في طريقها إلى الزوال، ورداً على سؤال حول متى ستكون روسيا قادرة على التخلص تماماً من الدولار وكيف سيؤثر ذلك على الموقف الأميركي على الصعيد الدولي، قال بانكين: “لقد انطلقت هذه العملية، إنها نزعة، وهذا أمر رائج”. وتحدث الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بالقول: تخلي الصين عن الدولار هو بمثابة خسارة أميركا لحرب عالمية، واضاف: “بالطبع، مكانة الدولار قوية في الاقتصاد العالمي، بالطبع، هناك عدد من التبعيات، الدولار ليس مجرد أداة مالية. بل تعززها السياسة الأميركية بأنواع أخرى من التبعيات، وشبكة من العلاقات في المجال العسكري – السياسي والاقتصادي وما إلى ذلك”، وقال: “الآن أصبحت العديد من الدول أقوى وأقسى، وبالتالي، هناك ثقة أكبر في عملاتها، لا أعرف ما إذا كان الدولار على هذا النحو سوف يختفي”، وأردف قائلاً: “لقد قرأت مؤخراً ورأيت هذا الجدول في مكان ما، والذي كان يهيمن على ذلك، ذات مرة، سيطر الغيلدر الهولندي، الأسكودو البرتغالي، علاوة على ذلك، على مدار 80 عاماً، 100 عام، كان الجنيه الإسترليني، الدولار ليس العملة الأولى في العالم التي تهيمن لفترة طويلة، وأنا لا أفترض حساب عمر الدولار، لكن كل عملة مهيمنة لها أجل في حياتها”. على صعيد آخر، كشفت صحيفة “غلوبال تايمز” الصينية أنه منذ نهاية شهر آذار / مارس وبداية شهر نيسان / أبريل، جذبت التطورات في العملة الدولية اهتماماً كبيراً، وأشارت الصحيفة في تحليل مفصل إلى أن إلغاء “الدولرة” أصبح موضوعاً شائعاً في وسائل الإعلام الدولية لفترة طويلة، مضيفةً أنه لا يوجد تعريف واضح لإزالة الدولرة، ولفتت إلى أنه إذا تم استبدال وظائف الدولار الأميركي، فيمكن أن يطلق عليه إلغاء “الدولرة”، وإذا تمت تسوية معاملات المواد الاستراتيجية بما في ذلك السلع والطاقة والمعادن بعملات بدلاً من الدولار، وقام الحائزون الأجانب بتخفيض حيازاتهم من السندات بالعملة الأميركية، وبيع أصول بالدولار، وخفض احتياطيات الدولار الأميركي، فإن هذه كلها تعتبر على أنها مظاهر نزع “الدولرة”. وأوضحت الصحيفة، أن إلغاء “الدولرة” يعني أن هناك “دولرة” بادئ ذي بدء، أي أن بلداً آخر غير الولايات المتحدة يستخدم الدولار الأميركي بشكل أساسي كعملة تجارية واستثمارية واحتياطية في المعاملات الدولية، ودولة يتم تحويلها إلى “دولرة” بالكامل حتى للاستخدامات المباشرة الدولار الأميركي بدلاً من عملته الخاصة للتداول المحلي، وأضافت أن بمجرد أن يتخذ الاقتصاد تدابير لتقليل استخدام الدولار الأميركي في الأنشطة الاقتصادية الدولية والمحلية، يمكن اعتباره بداية لعملية إزالة الدولار، وتسائلت، هل الهيمنة المالية الأميركية تتراجع، وهل تستفيد أوروبا من نزع الدولرة؟ وتابعت إنه مع تضرر الاقتصاد الأميركي بشدة بعد الأزمة المالية العالمية في عام 2008، اكتسبت الدعوات لإصلاح النظام النقدي الدولي الذي يركز على الدولار زخماً، وبدأت الاقتصادات الناشئة والبلدان النامية وفق الصحيفة، في زيادة التعاون الإقليمي والوظيفي في مجال العملات وتقليل استخدام الدولار لتجنب مخاطر أسعار الصرف ومخاطر الديون ومخاطر الأصول الناجمة عن الاعتماد المفرط على تسوية الدولار الأميركي وتقييمه واحتياطياته. كما يدعم الاتحاد الأوروبي وآخرون تنويع العملات الاحتياطية، حيث بلغت حصة الدولار الأميركي من إجمالي عملات الاحتياطيات الدولية الرسمية ذروتها عند 85% في عام 1977 وهي الآن حوالى 59%، وبحسب الصحيفة، فقد أدت التغييرات في العلاقات الدولية والصراعات الجيوسياسية إلى تحفيز عملية إزالة الدولرة، حيث فرضت الولايات المتحدة عقوبات مالية واقتصادية شديدة على إيران وروسيا، وقيدت استخدامهما للدولار، إلا أن روسيا ودول أخرى شرعت في السير على طريق إزالة “الدولرة” بالكامل، كما تحاول أوروبا تجاوز نظام SWIFT الذي يهيمن عليه الدولار الأميركي لإنهاء المدفوعات مع بعض الدول، أما الهند تحاول تنفيذ تسوية الروبل الروبية مع روسيا، يضاف إلى ذلك اتفاقيات أخرى ثنائية ومتعددة الأطراف لتسوية العملات بغير الدولار آخذة في الظهور. ويواجه الاقتصاد الأميركي ركوداً ويعاني من ارتفاع التضخم، مع استمرار ارتفاع مستويات الدين القومي إلى مستويات جديدة وحتى حدوث أزمة في الصناعة المصرفية، وقد تندلع أزمة محتملة في أي وقت، مما يدفع بعض البلدان إلى التفكير في تجنب المخاطر قصيرة الأجل وطويلة الأجل للدولار، ووفق الصحيفة ليس أمام روسيا والدول الأخرى خيار سوى إلغاء “الدولرة” لأنها تواجه عقوبات شديدة وتجد صعوبة في تنفيذ التجارة الدولية العادية، وقالت الصحيفة إنه بالمقارنة مع الهيمنة طويلة الأجل للدولار الأميركي، لا يزال إلغاء “الدولرة” في مرحلة مبكرة نسبياً، مضيفةً أن الدولار لا يخدم فقط كمنفعة عامة للمجتمع الدولي، بل استخدمته الولايات المتحدة أيضاً كأداة استراتيجية، وأصبح أحد أعمدة الهيمنة الأميركية إلى جانب القوة العسكرية، كما أكدت أن نزع الدولرة أمر حاسم بالطبع وهو الاتجاه العام، لكن نزع سلاح الدولار هو أمر أكثر إلحاحاً”، كذلك أوضحت الصحيفة، أن الصراع بين روسيا وأوكرانيا في تغييرات عميقة في الهيكل السياسي العالمي حيث فرضت الولايات المتحدة عقوبات شديدة على روسيا، وجمدت أرصدتها، كما أعلنت أنها ستصادر الأصول بالدولار الأميركي لأفغانستان وروسيا، مما هز بشكل خطير المصداقية الدولية للولايات المتحدة والدولار الأميركي. وبحسب الصحيفة، فإن هناك العديد من المخاطر التي لا يمكن التغلب عليها والعيوب الطبيعية لعملة سيادية واحدة للعمل كعملة مركزية دولية لفترة طويلة، وعلى سبيل المثال، الصراع بين السياسة النقدية الأميركية وسياسات الدول الأخرى، والولايات المتحدة وحدها لا تستطيع موازنة ميزان المدفوعات، وقوة احتكار الدولار الأميركي ستشجع الولايات المتحدة على استخدامه كأداة استراتيجية لمهاجمة المعارضين، وسيحاول المعارضون حتماً تفكيك حقوقهم من منظور استراتيجي، ومن منظور طويل الأجل لا تتماشى العملة السيادية الموحدة باعتبارها العملة الدولية الرئيسية مع واقع عالم متعدد الأقطاب.